3-4 انحسار بعض السلوكيات الحجاجية السلبية عبر الزمن كمؤشر ارتقائي

 

جدول (3-4): السلوكيات الحجاجية التى ينخفض معدل شيوعها مع التقدم النسبى فى العمر لدى عينات البحث

م

العينة

المهارة

الإعدادي

ك

الثانوي

ك

الجامعة

ك

1

النظرة الجزئية

89

76

26

2

التمركز حول الذات

66

27

25

3

الوجوبية

48

24

4

4

التطرف الحكمى

47

16

4

5

التصلب

44

16

16

6

السطحية

43

22

5

7

العيانية

42

17

7

8

عدم تنظيم الأولويات

35

17

8

 

تكشف نتائج الجدول السابق (3-4) عن انخفاض معدل شيوع بعض السلوكيات الحجاجية السلبية، ومن ثم فإن ذلك الانخفاض النسبى عبر العمر يعد علامة ارتقائية حينئذ، فعلى سبيل المثال كانت "النظرة الجزئية للأمور" شائعة فى عينة الإعدادي(15)، والثانوى، والتى تشير إلى الانشغال بالجزئيات عن الموضوع الرئيسى الكلى، والاستغراق فى تفاصيل فرعية معينة فى الحجة وإغفال الإطار العام لها، بيد أنها انخفضت بصورة ملحوظة فى عينة الجامعة.

وكذلك حدث تناقص واضح "فى التمركز حول الذات" أثناء المحاجة مع الطرف الأخر فى عينة الثانوى والجامعة مقارنة بالأعدادى مما يعكس ميلا كبيرا فى تلك الحقبة لاعتبار منظور الأخر(16)، بدلا من التركيز على منظور الفرد فقط، وكذلك حدث انحسار ملحوظ فى "الأسلوب الوجوبى" والذى يفرض الفرد بمقتضاه على الأخر ما يجب أن يقوله، ويفعله، وأيضاً تناقص معدل "إصدار" الأحكام المتطرفة القاطعة(17) (التطرف الحكمي)، وكذلك "التصلب الحجاجي" حيث يغلب على الفرد النظرة الأحادية للأمور، وإغفال الأبعاد الأخرى فى الموقف. وهناك انخفاض ملحوظ أيضا فى "النظرة السطحية لموضوع المحاجة" وعدم مناقشة أساسه، حيث كان ملمحا بارزاً فى عينة الأعدادى، وانخفض لدى عينة الثانوى بقدر ملحوظ ثم تدنى حتى كاد ان يغيب لدى عينة الجامعة.

نخلص من هذا إلى أن هناك توجه فى المحاجة يتصاعد عبر العمر، فيزيد فى عينة الثانوى مقارنة بالأعدادي، وبالجامعة مقارنة بالثانوي،

ويتمثل فى مزيد من التجريد، والبعد عن التناول الجزئى العيانى للأمور، والابتعاد عن الأحكام الوجوبية التى تتجاهل الظروف المتفردة للطرف الأخر، وتجنب الأحكام القاطعة، والألفاظ الحادة ذات الطابع العدائى.

  


 

(15) ذكرت إحدى طالبات الإعدادي فى هذا المقام إنها "توافق على إنهاء الإرسال التليفزيونى مبكرا حتى توفر استهلاك الكهرباء"

(16) بررت احدى الطالبات رفضها إعدام المدمن بقولها "أن المدمن إنسان مثلنا" وقالت أخرى "كل واحد منا معرض لان يكون فى مثل هذا الموقف".

(17) رفض أحد طلاب الثانوى مسألة منع توظيف النساء لتوفير فرص عمل للرجال بقوله "أن المرأة تساوى الرجل فى كل شئ" فى حين بررت طالبة فى الإعدادي موافقتها بقولها "أوافق لأن النساء فى العمل لا يفعلن أي شئ فى العمل سوى تجهيز الخضراوات فى المكاتب".