3-2 زيادة معدل شيوع بعض مهارات المحاجة عبر العمر

 

"إعادة تأطير القضية" (8)، والتى تنطوى على إعادة تعريف المسألة المطروحة بصورة جديدة تخدم هدف الفرد، وعدم الانسياق أو الاعتماد على الاستخدام الذى يفرضه الطرف الأخر عليه. وهو ما يكشف عن قدر اكبر من الاستقلالية الفكرية، وكذلك ارتفاع مهارة التعامل مع جانبى المسألة، والتى تعكس قدرة الفرد على إدراك الحجج المؤيدة والمعارضة فى ذات الوقت، والموازنة بينهما مما يزيد من موضوعيتة إبان المحاجة، وسعة أفقه فى النظر للموضوع، فمن المعروف أن الحجة ذات الوجه الواحدOne side argument  تقدم فقط الوجهة التى يرغبها المتحدث، أما ذات الوجهين Two sides فهى تضع فى اعتبارها الأدلة المؤيدة والمعارضة (Mcgee & Wilson, 1994:485 ; دى بونو، 1989: 54) وكذلك حدث تحسن ملحوظ فى كل من "مهارة التجذير"(9) أى البحث فى أصل المسألة والإمساك بالعوامل المحورية فيها، و"العقلانية" التى ترتكز على رفض الأحكام المطلقة والاعتماد على معايير موضوعية لإقامة الدليل و"التفريد"(10) أى مراعاة الفروق الفردية والظروف الخاصة والحالات الاستثنائية فى الموقف، و"الواقعية" والتى تتضمن وضع القضية فى حجمها الطبيعى، وعدم تجاهل متغيرات الموقف والاحتكام للواقع كمحك.

 وتحسنت أيضا مهارات إبراز الدليل الأسوأ(11) أي توضيح الآثار السلبية الناجمة عن عدم الموافقة على حجة الفرد مما يحث الطرف الأخر على الموافقة عليها، وهى مهارة قريبة الشبه بما يسميه المناطقة قياس الإحراج أو ما يطلق علية المتخصصون فى علم التفاوض السياسى "تكتيك لا ترسلني إلى سيبريا" أى عرض بديلين على الطرف الأخر الأول سيئ جدا، والأخر، الذى يريده الفرد، أقل سوءاً، مما يشجع الطرف الأخر على قبوله مع انه كان سيرفضه إذا قدم منفردا (الخضيرى، 1988: 273) و"العقلية التصنيفية" التى تتضمن القدرة على تكوين فئات واقتراح أطر تصنيفية ذاتية، وتتمثل أهمية تلك المهارة فى أنها تعد إحدى الوسائل الأساسية التى تساعدنا على أن نعرف العالم بصورة منتظمة (Cudy Kunst, 1991,32) و"التفكير الافتراضى الأحتمالى"، أى القدرة على تخيل أوضاع افتراضية معينة والحكم على صحة الحجة فى ضوئها.

 

(8) قال أحد طلاب الجامعة ردا على قضية ضرورة إنهاء الإرسال التليفريونى مبكرا للقضاء على السهر بقوله "ليس الإرسال التليفزيونى هو الذى يؤدى الى السهر ولكن هناك أسباب أخرى منها، على سبيل المثال، عدم قدرة الفرد على تنظيم وقته"

(9) أشارت إحدى الطالبات الجامعيات إلى أنه " ليس إعدام المدمنين هو العلاج ولكن الحل يكمن فى اكتشاف ذلك والقضاء عليه"

(10) قال أحد طلاب الجامعة مبررا رفضه إنهاء الإرسال التليفزيوني مبكرا للقضاء على السهر بقوله "هناك من يعودون من العمل ليلا متأخرا وبذلك لن يكون متاحا لهم وقت للمشاهدة"

 

 (11) أشار أحد طلاب الجامعة كنموذج لإبراز البديل الأسوأ ردا على مسألة منع الباعة الجائلين من الوقوف بالشوارع بقوله: "كلمة بائع جائل أفضل من كلمة متسول أو مجرم"