ديوان الفصحى ..... عناقيد الحياة

 

ديوان الفصحى ..... عناقيد الحياة

 

 

ولو كان الأمل معلقا بخيط هزيل، فهو الأمل .. ولو كان الشعر هو درب المعاناة وزقاق الشرود الملهِم .. فهو ـ وبلا منازع في سكرات الحب ـ هو قطعًا الشعر!!

 

كيف لنا، إذن، أن نتصافح مع أرواحنا بدون تلك الإلهامات؟ إن الشعر هو السبيل الأمثل ـ أو هو يكاد ـ في التعبير عن كل اختلاجات تلك النفس الآدمية التي قد لا ترضَى، في أكثر الطموح، إلا بفضاءات القصيدة!! كيف لنا أن نفسر أننا، بعد متابعةٍ حميمةٍ لشعر أوشك أن يستلب منا ألبابنا، نهتف من أعماق الأفئدة "الله"!

 

لا مناص من أن نقول بأن الشعر هو أشبه ما يكون بالنافذة الفوقية، ومسقط إلهامات وتجليات تلطف من استطراد الحياة البشرية وعراكها الذي جعله الله كبدًا إلى أبدٍ، إن الشعر هو أشبه ما يكون ببقية همس سماويّ، وهو تجلّ مدهِش لقدرة الله في خلقه على اختلاف اللغات والألوان والأجناس والعروق ..

 

يظل الشعر العربيّ نسيمًا لا غنى عنه للعرب، ومن سواهم ممن يتحصلون عليه بالترجمات والمتابعات، مهما اشتد عليه إلحاح الدروب الأخرى من الأدب .. ويظل له مريدوه وعاشقوه ـ من كل المناحى ـ راغبون إليه في كل حين مطيعين بلا عصيان لا يريدون من الناس جزاءًا ولا شكورًا ..

 

علي حسَّان عن شعراء الطرق


 

 

عمر جمال عبدالناصر العسَّال (الباحث عن الحياة!!)

 

1- قف بالطلـول

 

هذي بــــــقايا من رســـــــوم دياري

 

قــف بالطلــــــول وناجني يا سـاري

وخلا الأديمَ عــــــــــباقرُ الأحــــــبارِ

 

عـلل ثــراها كــــــيف طاب لغــــيرها

وكـيف غابت في الدنا أنـــــواري؟!

 

كيف العشـــــية تشتكي ظلم الصباح

تهــــوي إلى الظلـــماء والأغوارِ؟!

 

كــــيف المـــدائن بعـد أن شــــيدتها

علَّ العظات تكــون من أنصــــــاري

 

حدث ولا تخجــــــــل فإنك شاهــــــد

وظللت مجهولا لعـــــين الــقاري!!

 

قالوا عليك وحدثـــــوا في كتــــــبهم

أم أن عهدك مسـرح الأســــــرار؟!

 

هل أنت من جر الخطوب لرفقــتي؟

فالسابـــــقون يعللـــــون الجـــــاري

 

خبر بني الإنسان ســـيرك وانبــــني

ويرد المُخاطَبُ قائلا:-

 

وأنا المجـــــيبُ ورحلـــتي أخباري

 

كم حار قبـلك شـــــارحٌ أو قــــاري

عـقبى الحــــياد عن الطريق الساري

 

حـدثــــت في أذن اللــــبيب محــــذرا

دين الحنـــيفة من أتـــــاه الـــــباري

 

عـقبى التـنائي عن الكتاب وما حوى

حـتى القبيح على النــــواصيَ عاري

 

انظر لما هـــــو في المطــارح ظاهر

أما الخلاعة شيـــــمة الأخــــــيارِ!!

 

فترى الحياء الــــيوم منتــــــبذا هنا

صبيان تهـــــرج والفــتاة تجاري!!

 

يتهارجون ولـــــيت عـــيني ما رأت

وطـــــوافــــــهم بالإثــــــم والأوزارِ

 

يحملنها فـوق السحــــاب بخدعـــــة

ولبســـــن ألــــــوية الفساد الــناري

 

حلت حجـــــاب حــــــيائها فتحررت

والـدف ضاربــــــــهُ إمام الـــــــــدارِ

 

يحملهمُ للقـــــــبح من لا يســـــتحي

خير الجنود وصانعــــــوا الأقـــــدارِ

 

وشبـــــيبة قال الحبـــــــــيب بحقهم

يتحرشون كما يصـــــول الضــــاري

 

لا يتـــــــقون الله فـــــي أخـــــواتهم

إن النصـيحــــة مذهــــــب الأبــــرارِ

 

هلا استــــــــــمعت لقولـــــتي متأنيا

وأســـــير في فلك الحــــــياة أجاري

 

إني الزمان على الحوادث شاهــــــد

باتت ركاما لا تســــــر الشـــاري!!

 

فــــتن النساء إذا استحلـــت أرضكم

       

 

 

2- يا صاحب الدرب (د. سيد كاسب)

 

هذا بريقـــــــــُكَ في الظلماءِ هادينا!!

 

يا صاحبَ الدربِ ســــــدِّد من خطاوينــا

هذا اللواء، ورب العــــــلم يعلـــــــينـا

 

فارسم بفكرك ســــبل العلم واحمـــلـــــــــه

إن الكــــــــــلام مع الأفعـــــــال يهدينا

 

وزد رصـــيدك في الأيـــــام من كلـــــم

تُعلى المقام وتـــــثري حـــــــب مُعلينـا

 

صوت العلـــــوم مع الأصـــــداء نبرته

سد الطريق وأبكي من يواســـــــينا!!

 

فأنت أقــــــدر بالتغـــــيير من زمـــــن

ما بين جهل، وجهل الجهل مبلــــــينــا

 

شخِّــــص معي فعلوم الدهـــر قد قُتلت

فوق المـــــقاعد تخشى من يــــــعادينا

 

لا تستبين عقــــــــولٌ شانها مـــــرض

في الجهل يــُبقي من الأدواء ما فـــينـــا

 

صرف العلوم عن الأذهــــــان مقـــبرة

حتى اغتربت ووصل القرب خالــــــينــا

 

رسـم الطلـــــول أحال السقم في كلمـــــي

والضاد تضـرب في الأعــــــداء سكينــا

 

فاشتــــــقت بين ربـوع الباء من ألفــــي

والعين غابــــــت والأضــــداد تبكـــينــا

 

حرفي يصيح ودمـــــعي لا يفارقـــــــــه

ضاد العــروبة أم قد مــــات شادينا؟!

 

قلي بحق عظيم الفعــــل هل هـــــرمت

هل عيـــــبها؛ بل عواء الجهل ينسينا

 

فانشد قصيدي وقل لــــلأذن هل فهمت

حواضر، تبـــــقها والــــدين يبقينا!!

 

أن الشعوب لــــــــغات الـــــبدو تعليهــا

مر المطاعم كي تحــــيا وتُحيـــــينا؟!

 

فهل تنـــادي بصـــــوت لا يخالـــــــطه

واختل وزني وكسر البحـــــــر قاضينــا

 

صبري على وجــــع الأبــــيات فارقني

حار القصيد وصمت اللُّســـــــن حادينا

 

أين القوافي وأين الناظــــــم الـــــبانــي

فالصوت يطربنا، والسمع سالـــينا!!

 

بُرئتُ من وجع الأبــــــيات يا كلـــمــــــي

أم جل رزء علينا فانجلي منجـــــينا؟!

 

هل سدد القول خطوى "كاســب" فينــا

بين القـــــوافي دمــــوعي كي تحاكينــا

 

أبحرت بين قوافي الشعر فانهـــــمرت

ناب القـــوي أباح الســــــم يقضـــــينـا

 

شكوى الضعيف تزيد الضعف في سِنـة

أضنى الممات فجاء السقم يضنــينا!!

 

حــــتى تمـــــرغت الغـــبراء في وطن

والخير ناظره و"الكســب" يجـــــزينــا

 

ربـــــي دعوتــــــك والآلام قائـــــمـــــــة

زاد الحياة مع الأحـــــباب يكفـــــينا!!

 

سدد خــــــطاه وعلل علــــــمه فـــــينـا

 

 

3- هل لاقى حبي

 

هل لاقـــى حبّيَ مــــثلَ قلبك معــبدا

 

فبغــــير حـُـــبِكِ بات جفني مُسهـَّــدا

لا تقلـــقي فغـــــــرامـنا لن ينـتـــهـي

 

أني أتيـــــتُ إلى هــــــــواكِ مجـــندا

يا لوعتي .. من ذا يُجيرُ من العزولِ

 

إذا الأحـــبةُ أهملـــــوني مشــــــرَّدا

يا غاديـاتُ الطيرِ من روضِ الأحبةِ

 

بشـِّـــــري قلــــبًا حــــزينًا مُجهـــدا

زفِّـــــــي إليَّ حــــديثهم وبـيانــــهـم

 

بُشراكِ للمقـفرِ مـن قلـــبي النـــدى

هيَّا اخـبريني بالحــوادثِ وانشـــدي

 

ما ضاعَ لحظٌ في ســـماعكمُ ســـدى

خَطبُ العـــــوالي إذا تناقله النسيـــ

 

ـــمُ سمعتَ إنشادَ الملائكِ في الصدى

يا لائمي في العشقِ صـــبرًا يا فتـي

 

ســـــتذوقهُ في الآنِ أو حــتمًا غــدا

فالصــبُ لا يستهوه لَـــوعَ الفـــراقِ

 

للحظـــــةٍ بل ينتظــــرهُ المـــــوعدا

لا تحســـبنَّ بغـــيرِ حبٍ أنت مالكهـا

 

الحـــياةَ... بلى ... خسـرتَ المُرشدا

ولما الـــدلالُ إذا العـــدولُ تحـــدثــت

 

بالســـرِ عــــنكَ وعرَّفــتنا المَقصدا

هل تخفي حبًا أم تمـــتهُ بـــــلا ثمن

 

أم تدفنُ الكلماتِ في حضنِ الــردى

جـرثومةُ الهجــرِ ارتــوينا سُمــــهــا

 

حــتى تراءى المـوت فـــينا مجسَّدا

محبوبتي إن كـــان حــبي مقــــــدرٌ

 

لا تجعلي قلـــبي المتيمَ مـــــوقــــدا

أقســــمتُ بالعـــهدِ الـذي هو بيــننــا

 

قلــبي لقلـــبكِ من نوائــــبِهِ فــــدى

سيدومُ عهـــديَ واللـــياليَ تشــــهدُ

 

سيدومُ صَبري في انتظاركِ مُســعدا

وإذا نظمتُ علي هــــــواكِ قصــيدةً

 

فبــنورِ عيـــنكِ بـات قـــولي منضَّدا

بل أن وحي الشعـــر أنـــتِ ملكـــتـــه

 

يوحى إلي وأنــتِ موحـــاةُ الهـــدى

 

 

4- صيحة قلم!!

 

للهِ وصلُ العاشقينَ بأرضهِ

تحيا الآنامُ على وجودٍ فانِ!!

تجري على طولِ الحياةِ بقرضهِ

وتعودُ حيثُ يحلُ في الأزمانِ

موتٌ يردُ الطامحيــنَ لعهدهِ

ويزولُ حلمُ المستعيرِ الباني!!

هذا الوجودُ محطةٌ لمسافرٍ

حطَّ القطارَ فردَّهُ للثــاني!!

****

يا مصطفى بدرا طلعت مبشــرا

وعلى هُداكَ تقوَّمَ القمرانِ

إن كانَ صبرُ العاشقينَ مُعذَّبٌ

فبأي وصلٍ تنتهي أشجاني؟!

ولأي أرضٍ أهتدي؟!، وعلى يداكَ،

فما اقترفتُ من الذنوبِ بكانـي

عانقتُ ما أبقيتُ من عهدِ فمـا

آثرتُ من بين الثرى خِلانـي

وحملتُ أوصالَ الرسالةِ مُخبرًا

ورضيتُ بالعهدِ الذي قد جانـي

هذا الوجودُ على الهدى متوقفٌ

فهل استقامَ على الهدى عصياني؟!

يا مصطفى ... قيدُ الخلاصِ محبتــي

فاشهد لعشقي فلن توفِ معاني

فإذا نظمتُ على هواكَ قصيدةً

فبنورِ وجهكَ قد أطالَ لسانـي

وإذا تطاولَ في المديحِ فلن تفِ

هذي الحروفُ وروعةُ الألحانِ

فعظيمُ فعلكَ قائمٌ ومبجلٌ

بينَ النجومِ محلقُ الأغصانِ

وأنا المريدُ إلى رحابكَ طارقًا

بابَ الهدايةِ من غِوى الشيطانِ

فـامنح لمثليَ رخصةً أقضي بهـا

عهدي، وأهدمُ قبةَ البُهتانِ

فأنا الجريحُ أطبهُ أسرُ الهوى

فاعتق فإنكَ مصدرُ الإحسانِ

 

 

5- دَقَّ الجرسْ ....

 

دَقَّ الجرسْ ....

ورأيتُ سَرْبَ الطيرِ يرجفُ مسرعًا

هذا الفضاءْ !

ما كان إلا للطيورْ

تسعي لتلتقطَ الحبوبَ مُسالماتْ

في نحرِها مرقُ الحياةْ !

متشبثٌ !

إن زادَ قُطِعتِ القلوبُ وإن/

 تخلَّ أتى للبيت مغتصبٌ

حلَّ العمادَ ليهبطَ البيتُ الصريعْ !

هذا صُراخْ !!

لا بل رثاءٌ للحياةْ

رقدَ المتيمُ في القُبُرْ

والصاحبُ المَعنِيُّ يرقدُ في المتاعْ

عِدِّ الصروفْ

ستري الزمانَ عليه جارْ

شدَّ الزنادَ وبالعيارْ

طلقَ الكلابُ بيارقا

بل في السماءِ عوى الدمارْ

يا غينُ غيبٌ ذاك أم غدُ منتظرْ

من زفرةِ الزاي التي لا تنتظرْ

تاء النجاةِ من الأخوةِ والعربْ !

ماتَ العَربْ !

قد قُطِعَت أوصالهمْ

الهمُ لا يدع الرجالْ

الحزنُ يستبقُ الفرحْ

مشكاةُ نورٍ لا تنيرْ

مستقبلٌ آتٍ خطيرْ

فيه الحياةُ على الكفوفْ

إن صفَّقت سَقَطَت تفوحْ

ريحُ العَفَنْ

لا بل فذا طُهرُ الشهيدْ

يا رب علِّ من الشهيدْ

واقبِض على عُنُقِ العبيدْ

من صعَّروا خدًا لهم

لتدوسَهُ قدمُ الكلابْ

من أشعلوا في القلبِ نارْ

نارُ اليهودِ تسلَّلتْ

بينِ البحارِ فأحرقتْ

منَّا الجِباهْ

يا كلَ حيٍّ لا تمتْ

هيا بصوتِك واشجني

قل (لا) بصوتِك واغتَنِمْ

فُرَصَ الحياةِ بلا نَدَمْ

لو عِشتَ عُمرَك لن تَجِدْ

وقتًا كهذا كي تصيحْ

قُلها وعُد في عِزَةٍ

هيَّا معي .. هيَّا معي

يا (غَزَّة) عِشتِ لنا الدُهورْ

يا (غَزَّة) عِشتِ لنا الدُهورْ

 

 

6- روافدُ الدمع

 

"مهداة إلى رفاق درب الكفاح أثناء تأدية الخدمة العسكرية"

 

واللهُ يشــهدُ أن الصـــــــبرَ في كــــلمي

 

روافدُ الدمــــعِ من حُزنـي ومن سِقَمي

بين البكاءِ وبـــين الآهِ مــــــن ألـمي!!

 

قد أفرغته حروفٌ فاســــــــتوى قولي

حبي وحبكِ نارٌ تحـــــــتوي ظُــــــــلَمي

 

ذمِّي على الدمعِ هذا الشــوقُ فانشغلي

فالسحرُ في العـينِ سهمٌ شبَّ في هِرَمي

 

ذمِّي على الشوقِ قلبي مغــــرمٌ ولــــعٌ

نورُ الإلهِ، تهزُ الشــــــــوقَ في الصَنَمِ

 

عيناكِ نـــــورٌ كما المشكاةِ مُشعـــــلها

فيه الجمالُ جــــمالُ العــــينِ والهـــــَمَمِ

 

جاد الإله بخـــــــلقٍ زانـــــــهُ خلــــــقٌ

بالصبرِ في الضيقِ والتعجــيلِ في الكَرَمِ

 

يا رُبَّ مُعضـــلةٍ هوَّنــــــتَ وقعــــــتَها

أو شئتَ مــــــوتا فللجـــــــــناتِ فاستَقِمِ

 

إن شئتَ رَحــــــلا فللعلـــياءِ واقصدها

إن المعادنَ في الرمضــــاءِ كالحِمَـــــــمِ

 

وخُذ صديقا يعينُ –الدهـــــرَ- طلعـــتَكَ

منكَ المصائبُ صـــــــدق غـير مضطرم

 

إما احترقتَ بنارِ الفُجـــــرِ أو بَـــــرأت

وكيفَ تقبلُ صحـــــبا جالبَ الوَخَـــــمِ؟!

 

وكيفَ تصحبُ ذئــبا خانَ مُطعِـــــمَهُ؟!

والسيرُ شقَّ وزادت في الـــــــدُنا نِقَمي

 

رُحماكَ يا ربِّ زادَ الثــــقلُ عن كـــتفي

غيرَ الجـــــــــراحِ وذنبي زادَ من نَدَمي

 

برأتُ نفسي وما لملمتُ من عُمُـــــري

وارحم ذلـــيلا، وجـــــــد يا بارئ النَسَمِ

 

اغفر لعبدٍ أضاعَ العُـــــمرَ في سِــــــنَةٍ

مدحَ الكِرامِ فســـــدد فيـــــهمُ قَلـــــــَمي

 

واكرم صِحابِ لـــــــيالٍ علــــموا قلمي

من حكمةِ القــولِ في مجمــــعِ الحِكَــــمِ

 

واشرح الصدرَ من صـــــوتٍ له شجنٌ

تيسٌ أباحَ وجودَ الغــــــــيرِ في اللُـــــقَمِ

 

والـــــهم الصـــــبرَ من أبلى ســـعادتَهُ

وجمِّع الصفَّ واكتب حســـــــــنَ مُختَتَمِ

 

وجُــــــــد بعفــــــوكَ يا اللهُ وارزقــــنا

وهوِّن الــــــدرسَ من بلـــوى ومن نِقَمِ

 

ويمّمِ المُزنَ تُشـــفي أينــــما رَحَـــــلوا

حملَ اللـــــــواءِ وساروا في هدى القِيَمِ

 

وارفع بهم مِصرَ واشهـــــد أنهم قَبِلوا

مجــــــدا لتحـــــيا فكانت أرفـــعَ الأُمَـــمِ

 

واستبسلوا ولمصـــرَ الروحَ قد مَنَحوا

 

 

7- جُـــد بالوصـــال

 

جُـــد بالوصـــالِ فإنني مقــــتولُ

 

والدمـــعُ من فـــــرطِ البكاءِ قليلُ

والصبرُ  ولَّى والهـــــيامُ محدثي

 

في صحبةِ الأوجاعِ لــيس يزولُ

الغيثُ أجدبُ والغـــــمامُ مفارقي

 

والصبحُ أسودُ ضوءه معلــــولُ

هل مسَّ هذا الكونُ لعــنةُ بعدكم

 

أم جاءهُ نـــبأُ الخــرابِ يجــــولُ

بين البــــقاعِ العامراتِ مكشــرًا

 

يمشي وقائــــدهُ اللعـينُ غلـــيلُ

يمسي كأن له ملـــمات العـــــــدا

 

تأتي لتســـفك حلمــــنَا فيســـيلُ

هل تسعفُ الجدباءُ حلمًا قد نما

 

في حضنِ حانـيةِ الفؤادِ يؤولُ؟!

هل تُسعدُ الآهـاتُ من أحيا بها

 

جرحًا لـيؤرقَ.. والزمانُ كفيلُ ؟!

ذكري الهوي سلوانُ بعدكمُ ولا

 

غـــيرَ اللــقاءِ مسهلٌ وجمـــيلُ

سيظلُ شوقي في لهيبٍ يصطلي

 

حتى يبصِّر أعــيني المجهــولُ

 

 

 

أحمد حسن عطيتو (الفرعون العاشق)

 

انشتكي؟

 

كل الدروب امامنا ارض قفار

والعمر عصفوراً صغير

حلق وطار

تمتد في عينيه ارض قاحله

حمما ونار

في ارضنا تبدو الوجوه كصخرة

تطلق غبار

هي لا تزيد ككونها ناراً فنار

تشتم رائحه القلوب وتشتكي

للارض تاره وللمدار

انكون تاريخاً تواره بعده

عمر الصغار

انكون جلموداً وسقط من المعابد .......والحصار

انكون نهراً وانتهي من ماءه

للبحر سار

هذي العيون حزينهُ

تبدو عليها مرارهُ

يبدو الحصار

والصمت اسدل ثوبه

و

الظلم جار

اين الفجور........ وما وعده به

اين

الحضاره ......والاماره....... اين الفنار!

اين النوابغ في بلاداً تشتكي مر الحصار

هي لاتحرك ساكنا لا تشتكي

شكوي الصغار

ليت الزمان يعيدنا....... لعهدنا

عهد الفيافي..... والقوافي..... والبحار

عهداً تربع عرشنا بكل ارضاً فوقه

في حينها ضل النهار

لكننا......... كنا اسوداً عندها بكل دار

كنا ملوك الارض........ كنا بناتها ........ كنا الكبار

لكنه زمناً جميل وانتهي

زمناً غِدار

زمناً تولي هارباً....... لم نعهده

لم يبقي للمرء اعتذار

كل الدروب امامنا ارض قفار

والارض تاخذها الدمار......... الي دمار

والنبت يحيه الامل

وينتشي...... فيحترق .......اين النهار

تاهت بنا الامال ضل طريقها

والصمت اصبح كالجدار

سرنا الي الموت..... من دون خطيئه

والصمت يسلبنا اختيار

واليوم يقبع صمتاُ

و

ننحني له في اعتذار

ويقول كنتم سادتناً

واليوم تاتوني صغار

اليوم تنكسر السيوف

فلا اري..... غير العبيد

يسوقهم صوت الفرار

اكسر كهوف الصمت

يحدون الامل

وينتصر ضوء النهار

اكسر قيود الرق ينسانا الحًزن

ونجوب نضحك للزهور

بكل دار

كل الدروب امامنا ارض قفار؟!

انشتكي ويبوح صوتاً بالقرار

ياليت نؤد ......صمتنا ونشتكي

شكوي الصغار

فالعمر راحله تدور

باي ارضاً

بكل ارضاً

او قفار

انشتكي

ام الدروب امامنا ارض قفار

 

 

 

أحمد رفعت أحمد (المهاجر)

 

النصف الاخر من الشعر ........ ومن الشاعر

 

اهداء الى كل من أحس الحياه وأحسته الحياه.

 

1- الى كل ليلى

 

الى كل ليلى

انام واصحو

على وجنتيها

فكيف اليَّ

وكيف اليها

وعشقٌ احاط بسوطٍ يموت

على ظهر عمرى

ليبكى عليَّ

ويبكى عليها

 

 

2- فى محطةٍ للحافلات

 

كانت تنتظر الميكروباص

وأنا ......................

أنتظر العمر القادم من اقصاه

يا ويلى

مقصلةُ هذه

أم هذا ماكنت أحاذر يوما أن ألقاه ...

............؟!

 

 

3- هكذا تمر

 

وأمامى ...........

كانت تجلس فى استغراق

وأمامى تحترق الأحلام

من هذه .....؟

هل تلك أميرة نيسابور

أم تلك حروفُ ......

يقتلها حبر الأقلام

 

 

4- طموحٌ وبكاء

 

رملُ .......... وماءْ  

موجُ...

يُلوّح للسماء

كيف السؤال بلا جوابٍ ينجلى

وكيف اللقاء

لا يتلو اللقاء

 

 

5- هكذا إذاً

 

قطرتان ......من مطرٍ

على أرضٍ...جليديهْ

صفعتان من قمرٍ

على رمالٍ ....سامريه

فكيف لنا ياضميرى أن نلتقى

إن كنّا لا نملك....

مفاتيح القضيه ...؟

 

 

6- وثيقة تعارف

 

أنا ..من بغداد

وهذه ...إبنتى

نعمل ....فى ذاك البستان

صنعتنا ......جنى الأحزان

لا نملك بيتاً نقطن فيه

وليس لقصتنا ......عنوان

نحن...... أسئلةٌ حيرى

لا تعرف معنى ً للأوطان

سنواجه حتماً واقعنا

وبدون تلاقٍ

سنودع ....خارطة الأزمان

 

 

7- خمارٌ ....صغير

 

خمارٌ ....صغير

وطفلة حلمٍ

ليومٍ ....فقير

فهل سوف تنجو

وهل سوف يأتى الحصان إليها

وهل سوف يأتى عليه الأمير ........؟

8- مسألة وقت لا اكثر

 

هل يعرف ذاك الطفل

مامعنى كلمةْ..شيطان

هل يعرف أنّ العمر يفوت

ويموت.. الطفل ولا يدرى

أين العنوان

 

 

9- سرعات متفاوته

 

وانطلق المترو

وانطلق السهم تجاه القلب

لمجردِ لحظاتٍ مرت

القلب أمات وأحياها

وأمات وأحيا ... وأحب

 

 

10- بعد منتصف الليل

 

سعاد

ر

ح

ل

ت

ياليتها

ب

ق

ي

ت

حتى أودعها

 

 

11- ليلى بعد انقضاء العمر

 

تحت الجبال سماءٌ

قد أثقلت وجعاً

وانا الذى يختار ليلاه العجوز

وأنا الذى بين الدموع ممازحُ

وأنا الذى إذ لا أجوزُ ..أجوز

 

 

12- أسطورةٌ تحترق

 

طروادةٌ أنتِ

وأنا الحصان تمهلى

لا تسألينى عن قديمٍ قد مضى

وأسألى عمّا يدور بداخلى

 

 

13- مصيدة القصيدة

 

سألوا القصيدة عن فمى

فأجاب فيهى بأن فيه تلعثمِ

فكيف ننجوا من الحياةِ

ياحروفى ..........فافهمى

 

 

14- بلا مكان

 

ايها الوطن الذى باع الوطنْ

انا فى رمالك بحرُ غيثٍ

ما......................سكنْ

وأنت فى عينى شمسٌ

أحرقتْ

كل الذى فيها....... سكنْ

 

 

15- مفارقه فى الإنصاف

 

فى كل ليله

أغتال ليلى ....مرتين

وأعود كى أغتال نفسى

فتضمنى ليلى الحنون لصدرها

وجناح حلمٍ يائسٍ

يطغى على تلك اليدين...

وانا الذى أجرمت فى حق القصيد

أُعيد

ليلى من بلاد السندباد

هكذا كنّا معاً

إثنان نصفهما حبيبتى

كان اثنتين

 

 

 

أحمد سيد أحمد كاسب (كائن)

 

مرضى حبيبى

 

زارني مرضي وكنت وحيدا

فمن فرط فرحتى بكسر وحدتى

لم أجـــد غيـره صديقا حبيبـا

ما من غيــره صديق زارنــى

قد كنـــت ولازلــت غريبـــا

 

فمن غيره يؤنسني يلازمني يدفينــي

ومن غيره حاربته بدواء لينجينـــــي

ولا أجده بغير الحب والقرب يلْقِيني

 

أبعدوا عني دواءًا سيبعد عني صديقي

لا تكــن قاسيــــا واقترب مني حبيبي

 

فوالله إن كنت بوجودك مريضا

فمن غيرك ذليلا طريدا شريدا

 

 

 


 

احمد صالح حسين محمد (د. احمد صالح)

 

1- أعجـاز حـرف خاويـة

 

نامـتْ ..

فلما الحرف هلّ تثاءبَتْ

ثم استدارت نحو حرف قاتمٍ فيه انزوَتْ

وتعللـتْ،،

بعضُ الحروف سعيدة

لكن معظمها إذا ضَحِكَتْ .. قَضَتْ!!

وتساءلَـتْ ..

هل يا ترى في بحرِ حرفِكَ دوحةٌ

تُسقَى بها لغةُ المشاعرِ أم عباراتٌ وَهَتْ؟!!

ثم اشتكَـتْ،،

قد كُنتَ يومًا .. باستطاعتكَ الولوجُ مِنَ العيونِ إلى الفؤادِ

عَلِمتَ أسرارَ الهوي

قد كنت يوما .. شاعرا وَرِثَ استعارات الحياةِ

طويتَ أفئدةَ المجازِ

عزفتَ بالتشبيه أنغاما لنا

كانتْ حروفُك رايةً

طافتْ حواليها القصائدُ يا أنا

لكنْ أبشِّرُك الغداةَ بأنه

شلالُ حزنٍ قد أصابَ صغيرتَكْ

ومبادئُ الإخلاصِ تاهتْ في غياهبِ قصتِكْ

تِـهْ في القصائدِ أربعينَ

تجرّعَ الكأسَ الذي أسقيتـنيه مُكابرًا

ما عادَ في أرضِ القصائدِ منزلٌ

تأوي إليه مَعَ الغروبْ

أعجازُ حرفِكَ قد خَوَتْ

فقصيدةٌ حملتْ سفاحا .. كاللوائب

كلما جاءتْ إلى حوضِ المعاني صدَّها حرفٌ لعوبْ

فـ اندبْ تعابيرَ الزمانِ وملمحَ الوجهِ السعيدِ

وقصةَ الحب التي صِيغتْ بقلبٍ باهتٍ

وارفعْ شعارًا واضحًا فوقَ القصائدِ

" قصـةٌ للبيـعِ .. هل مِنْ مُشتَرٍ؟!! "

 

 

2- لحنٌ على وتر الوفاء

 

قد حانَ وقتُ الوفا فلـ تُوقظا لغتـي

 

وجَمّـــلا بعبيــرِ الزهــرِ أبيـــــاتي

وضمّدا جُـــرحَ آمـــالي بقــافيـــــةٍ

 

خِيطتْ بياءٍ وقبلَ اليـــــاء أن آتـي

واستشفعا بَحْرَهَا من غير توريـــةٍ

 

يُجِزْ رَوِيّــي بإطنــــــابٍ وإثبــــاتِ

ويجعلِ الشوقَ في محرابهـــا رئـةً

 

تنفّسُ العشقَ مِن حرفي وآهـــاتي

ويصبحُ الودُّ أنهـــارًا مســافـــــرةً

 

تجري بقلبي وتروي نبضَ آيــاتي

فيُنبتُ الشعرُ سحــــرًا لا يشابهـــهُ

 

سحرُ العــلاء إذا أسقــــاه لــــذّاتِ

ويعزفُ القلب إيقاعـــا على وتــــر

 

فيطربُ السمـــــعَ تشبيهُ المقامات

إني صففتُ زهوري فـــــوق أمنيةٍ

 

هي الضفاف بهـــا شوقي ومرساتي

فجر الحياة لليـــل طـــــال في أفقي

 

فليهدئ الليلُ إن الشمس ميقــاتي

سأترك البدر في بحـر الهوى لُجَجَا

 

وتصحب الشمسَ في سعد فراشـاتي

وأنـــزع الحلـــمَ من قبـــر يظللـــه

 

قد كان حلما وصار اليوم مشكاتي

أبني السعــادة دربــا من سنا أملي

 

صفّيه حُـــــدّا بآيــــات ابتهـــالاتي

أغدو كطفل أنادي حيثمــا وُجـــدت

 

قد ذقتُ طعم الهوى من حيث مِرآتي

إني انتظرتُ على شوقٍ يهدهــدني

 

فبِتُّ أشكـــو وبات الشــوق نَحّاتي

يا آية الحسن هــا قلب الفتى ثكِــلٌ

 

أكادُ تعصف بي شوقا غـوايــــاتي

ضُمّي إليك عبير الحـــرف أسئلتي

 

لعلّ في الضم شيئا من مواســـــاة

قد توَّجت بعضَ آياتي ضمـــــائرُها

 

لكنمــا مُحيَــتْ بـــاقي روايــــاتـي

والشعــر يبــدو كـ آهٍ دون قــافيــةٍ

 

ويحَ القصائد قـــد أدمنتُ آهــــاتي

دمعي توسّل قبــل الحــرف يا أمـلا

 

والدمع يا أملـــي إكليـــل أنّـــــاتي

حُلمي رفاتٌ ببعض القول عالقــــةٌ

 

والسر أقصوصة من بوح ساحــاتي

عصفورتي أنشدي لَحْـناً بخاطرتـي

 

ولا تطيري إلى غصن النهايــــات

ولا تقُدّي ثيـــاب الشـــوق من قُبُلٍ

 

فما ثملتُ بغير العشـــق يــا ذاتـي

سأقطع الشـــوق دربا عبر أوديتي

 

لأبلغ الحلم في تحقيــــق غايـــاتي

 

 

3- طَـرْحُ القصيـد

 

أبَيْنَ الطلول القفر تُرجَى حــدائقُ؟!

 

وهل للقصيدِ الصافنـاتِ سوابقُ؟!

وهل لدموع الحرف عند هطــولها

 

على جثة البحر الطويـل عوائقُ؟!

وكيف الطيور البيض تَبسُطُ ظلـها

 

وفي قلبها سرُّ الحيــــــاة بوائقُ؟!

فإنْ في ربوع الضاد رِيُّ تساؤلـي

 

فكيف نجاتي والحروف رواشقُ؟!

بحثتُ فما بين الزهور شبيههــا و

 

هل في رياض العشـق يُطلبُ عاشقُ!

لَعَمري أتيتُ الدار بعد رحيلهـــــــا

 

وفي القلب إيقاع الصبـــــابة خافقُ

وفي النفس إحرامٌ لكعبة حرفهــــا

 

ولكـــنّ بين الخـــافقيـــنِ مَفــــارِقُ

فـ رُحتُ كما المجنونِ أندبُ ليـلتي

 

فيا ليلُ مهــلا دَمعُ عَينِـــكَ دافِــــقُ

سكبتُ وما كان الشــــراب مُنيَّـتي

 

ولكنّ ليلَ العــــاشقيــن لَغــــاسِـــقُ

ففي البدر إذعــانٌ لهــا ولقولهـــا

 

وفي النجم تاريخُ الغوايــةِ عالــــقُ

وفي القلب إسقـــاطٌ لهـــا بعبيرها

 

ففيه الهوى، أم ذا الفـؤادُ مُنافِقُ؟!

ثمِلتُ وما الإبحـــار في كلماتهــــا

 

يسيرٌ وما طَــرْحُ القصيـــدِ بَواسِقُ

هي البرق في جــو القصيدة وامضٌ

 

ونـــور القـــوافي في رُبـاه مُراهِقُ

هي الماء في حَـــرِّ الفيافي يذوقُه

 

إذا ما نجا مِن ذا السراب مُســـابِقُ

فيا صاحبي ذاب القصيــــدُ صبابةً

 

وذابت متى هلّ الحبيبُ طرائــــــقُ

وتاهت ببحر العاشقيــن مـــراكبي

 

وخلفَ الحروف الذكرياتُ صواعقُ

سأُفضِي إلى درب الغـــواية صاحبي

 

وإن كان في كفِّ الزمان مَواحِـــقُ

أنادي بصوتِ العشــق: إنّ صغيرتي

 

ستبقى هنا – بين الضلوع – تعانــقُ

ألا ما رُويتُ الحــــرفَ بعد فراقها

 

وإن لم أقُلْ: إن الحيـــــاةَ لَطالِـــقُ

 

 

4- مُرتحِلٌ في روضة العشق

 

القلـــب يعشــق مـــا بالعقل ننكـــره

 

والعين تُزكي لهيبَ الشـوقِ بالنظـــر

والسحـــرُ مستَتِرٌ في ضـيِّ بسمتها

 

أو اليدين كما في راحـــــة القمـــــــر

كفٌّ يجاور ذاك الثغرَ مُمتـنِعــــــــــا

 

يخفي جمالا بدا..يا ويحها "انتظـــري"

ها قد غدوتُ كما المصلوب أنظرها

 

ريحانة خطفت من خــــافقي بصـري

عينٌ بها سبحتْ أطيــافُ خاطرتــي

 

في ظلِّ رقتهـــا مستصـــرخٌ قــــدري

والقـدُّ لا ينثني عـــن سبْيِـهــا لغتي

 

أوّاه من حرفهــــا كـ البـــان للشجــر

أميــــرةٌ تاجهـــا بِشْــــرٌ وزينتُـهـــا

 

علمٌ وقد رضعت من حسنها صـوري

قالت وقد بَرِقـَتْ ضــــادٌ بمنطقهــــا

 

والحرفُ ردّدَ: (لا .. إياك تختصـري)

قالت: رأيت الهــوى قد زفَّ أغنية

 

تروي قصائدنــــا شــــوقا بــلا كـــدر

والغصن يرقص في ساح الهوى طربا

 

والزهر مبتســـمٌ في واحــــة البشــر

والقلـب بــثَّ على أوتـــاره فَرَحًــــا

 

من مغرب الشمس حتى منتهى السَحـَر

عجبــتُ مِنْ أمْرِها، ما بالُ قصتها؟!

 

هل يا تُرى صدقتْ أم فاضَ بالهــذر؟

قالـــت وقد علمتْ ما جال في فلكي

 

هل تنتهي شمسنا إلا إلى القمـــــر؟!

لَكَمْ سمعـــتُ قصيدَ الشــوق مُنذهِلا

 

ألشوقُ يَجعــــلُ ألبـابًـــا بـــلا أثـرِ؟!

ها قد ركبتَ مَطِيَّ العشــقِ مُرتحِــلا

 

حَــرَّ الفــؤادِ أسـيرَ اللّـُــب والنظـــــر

واحرَّ قلباه يا "مجنون حارتنــــــا"

 

واحــرَّ قلباه .. ما ليلـى من البشرِ!!

هنا رأيتُ رويَّ الشعـــــر مُرتجِفــــا

 

من حمأةِ البـدرِ إذ لم يُبـــقِ أو يـــذرِ

قَبضْتُ حرفي لأن الشمــسَ بــاديـةٌ

 

والبدرُ غارَ يُغطّي الشمسَ بالمطر!!

 

 

 

 

5- العذراء .. والحلم الآسن

 

بنتٌ

في مقتبل العمر

أسقوها

من حُلم آسن

أسقوها

حزنا ممزوجًا

بدماء كرامة إنسانٍ

ودموع العين .. تحاورها

أوَ يوما حقا سأداهن

أوَ حلمٌ .. أبكيه سنينا

أتمنى

أن يغـدوَ ماضٍ

أخْلَدَ في يومٍ لسرابٍ

لـ يُعانق واحة إذلالٍ

فَـ يُوارَى

في لوحة حزنٍ

صيغتْ مِن ريشة أوهامٍ

أو يُصبِحَ

أغنيةً ثكلى

يعزفُـها وَترٌ مُتَـصابٍ

وحديثا

في بيت قصيدٍ

تنعاه حروفٌ بـ حِدادٍ

أُلبِـسُه .. ثوبَ معاناةٍ

فـ يُقَدُّ الثوبُ

بلا قاضٍ

وتؤمُّ نواصي أسئلتي

أشرعـةُ إجابـة إعيـاءٍ

قد بعنا الطفلة في يومٍ

في سوق نخاسة أوطانٍ

ليخيبَ السعيُ

إلى الأقصى

قد كان الحلم بلا راعٍ

 


 

 

اسامة محمد فؤاد (اسامة فؤاد)

 

1- في ساحةِ الأقصي .. يمام

 

سريعاً يا ركاب الحـرفِ سيري

وصُبي في ربوعِ القدسِ عطرا

 

فلن ننساكَ يـــا مســرى حَبيبي

علي مَتنِ القصيــدةِ أنتَ أحْرَى

 

بحورُ الشعرِ قـــد ظَمِئـَتْ أراها

فلا ظمأٌ بحورَ الشعرِ .. صبــرا

 

هرِمنا فَوْقَ أوجــــاعِ الـرزايـــا

ولا زالـــتْ لأُفقِ عُـــلاك ذِكرى

 

أظنــكَ قبـــلَ ردِك أنـتَ تهــوى

شبـــاباً لا تُجـيـــدُ هنــاك فــــرا

 

شبــــاباً للعُــــلا يعلــو سِراعــاً

شبــــاباً لا يُضيعُ عليــه فجــرا

 

فلا تخشــوْا من الأعـداءِ بأســاً

حكمنـــا هــذه الأقـــوامَ دهــــراً

 

لَكَـــمْ كنـــا نُعيـــد السيفَ سيفاً

وكم كنا نقـولُ الشعــرَ شــــعرا

 

فيـــا أقصى دعــونا فيــك ربـــا

فربي إنـــهُ للحـــق مســـــــرى

 

وســـاحتَه علوتِ علوتِ شــأوا

وكم أرجو بساح ٍ فيكَ مــــرا!!

 

نسجنــــا عنـــد قبتــه وِشـــاحاً

يطيرُ هناك فوق الفوقِ فخــــرا

 

ولكـن لن يقــــومَ لهـــا مقــــامٌ

بـــدونِ شبيبةٍ تهـــديك نصـــرا

 

سنغلبهم – وما الأمجادُ تنسى-

إذا أضحى(غُثاء السيل) صخــرا

 

إذا

أضحي

غثـــاء

السيـل

صخرا

!!

 

 

2- ما بيننا

 

(1)

بيني وبينكِ خطوتان ِ ونجمة ٌ

ترعي شموخ الذكرياتِ علي الطلل ْ

بيني وبينك ألف أغنية تولت

في القطاراتِ التي تمضي مساءاً داخلي

وعلي عجل ْ

سفنٌ تجول بدمعة مرسومة ٍ

فوق المقل ْ

ديوان شعرٍ ينبشُ الأحداثَ في صدري

إذا ما الليل حل ْ

يمتدُ في لغتي /

يعانق في دمي صمتي المشاكس / يرتجل ْ

(2)

بيني وبينك نجمتان وخطوةٌ مترددة ْ

والأغنيات بداخلي متعددة ْ

ونقوشُ غيمات الأصيل مبددة ْ

فدروبنا المشكاةُ دوما..ً موصدة ْ

وأظافر الأمل (المسدس في دمي)

كم من خدوش ٍ للأمل ْ!!

يجتاحنا هذا الصقيع برغم صيفْ

تجتاحنا تلك الحرارة يالها

وبرغم بردٍ قارص ٍ

يجتاحنا موتٌ بطيئ منفصلْ

قد كنت أنت الذكريات / الساكنات / المترعات / الصاعدات /النازلات / الكاتبات / القارئات لداخلي

وبلا عللْ

(3)

بيني وبينك نجمتان ونجمةٌ

لكن ضوءهما يمانعُ أن يغطي عمق جرحي كله

فلتدخلي في داخلي

فلأنتِ وحدك توقدين سماءه ُ

ولترفعي عنه الوحلْ

ثم اقتليني إن أردت ِ قضيتي ...

(4)

ووصيتي:

أن تدفنيني بالطلل

 

 

3- عتاب

 

في احدي المنتديات كانت هناك فتاةٌ تُسمي (عتاب) ... وكانت تحكي للمنتدى قصتها حيث مات أبواها وانتقلت إلي جدها ثم خالها الذي لقيت منه أنواعاً من الإهانات والعذابات المختلفة ثم سافرت لقضاء عمرة وأثناء رجوعها أصيبت في حادث عنيف .. ثم سافرت لإجراء عملية في أمريكا واختفي خبرها ... وبعد أن بلغتا علي المنتدى خبر وفاتها ودفتها في أمريكا تأثرت مع من تأثروا بالرغم أننا لم نكن نعرف عنها سوى مأساتها فقلت:

 

زهــرٌ عـلـي زهـــرٍ عـلـيـه تـــراب ُ

دمـــعٌ عـلي وجـعٍ .عليـكِ) عِـتـابُ)

 

لــمـا ابـتــلاكِ الله مــن رفـــقٍ بـــهِ

إذ باحتسابٍ .. والصمـودُ جـــــوابُ

 

والأختُ قـد ذاعـت بــيـان رحيلكـــم

قـلـبـي تَـفَّطَّـر.. والـكــلامُ مُـصـــابُ

 

أنـا دامـعٌ وقـصـيـدتي دَمِعَـــت معي

(هل للقصائد يا تُري أعصـــابُ؟!)

 

مُذ جاءت الأنباءُ تعصفُ رَوْضَنـــــا

وقـفـت مـحـاجـرنا وطـارَ صــــوابُ

 

نـهـرٌ هـنــاك يـسيرُ نـحــــو مَـصَبِهِ

الـنـهرُ دمـعـي والـضـفــــافُ يَبــابُ

 

في زهرةِ العمر السريـــعِ تُخُطفــت

فالموتُ موتٌ .. والغيـــابُ غـيـــابُ

 

والـدهـرُ حـيـن يصيب لا رفــقٌ لــه

لا هـذه كـــهـــلٌ ...وذاك شـبــــــابُ

 

مـنـذ ارتـحـلتِ وكـــل عيني أدمــــعٌ

والأفقُ يهـوِيِ والصفــاءُ ضَـبــــابُ

 

عــانـتْ مــرارةَ صـبرهــا وبـلائِـهـا

هل للصَبورِ إذا استجـار عقــــابُ؟!

 

خــالٌ عـلـيـه الـوزرُ .. وزرٌ قــاتــمٌ

فـالأهــلُ أحـيــــانـاً لــهــم أنـــيـــابُ

 

قــومٌ أراهـــم مـثـلــمـا قـالـوا لـنا:

(سيانَ إن حضروا وإن هم غابوا)

 

والـظـلـمُ يـرمـي نـاسـجيهِ بظلمــــةٍ

فـهـنـاك ربٌ مُـمـهـلٌ وحــســـــــابُ

 

شهدت لها الآن السماء بصبرهـــــا

والــكـعــبــة ُ الـغــرَّاءُ والأبــــــوابُ

 

ربــاهُ أخــتــي الآن فــي قـبرٍ لهــــا

هــي حـيـثُ لا خِــلٌ ولا أصـحــــابُ

 

فـابـعـث لـهـا نـوراً يُـفتـِقُ ظُـلمــــةً

وابـعـث لـهـا بـرداً .. يَلينُ تـــــرابُ

 

صبراً أيا من قد أُصيب بموتهــــــــا

فـالـمـوتُ -حـتـمـاً- يـعتريهِ إيـــــابُ

أملي بـأن تُبنى قـصـورٌ تـــــــزدهي

مـن تـحـتـهـا أنهــــارهـا تَـــنســابُ

 

أدعو هنا ربي ليغمرها الشــــــــذى

(وبلابلٌ .. وسنابـــلٌ .. وقِبــــابُ)

 

ونـمـارقٌ مـصـفـوفــــةٌ بـِـحُــلـيِّــهـا

وطَــوافُ وِلـْـدَان ٍلـهــــم أكــــــوابُ

 

وأسِرَّةٌ مرفوعةٌ ..ولآلِئٌ مفروشــةٌ

والكلُ مكتوبٌ عليهِ ..(عِــــتــــابُ)

 

 

4- ماذا هناك ....؟

 

لَملِم جراحَك عن شموخكَ ….

كي أراكْ

تركوكَ إذ رَحلوا هُناكَ ….

ومِن هناكْ

كَفْكِفْ دموعكَ يا فتي...

واشدُد قوامك..

واتخذ من صبرِكَ الباكي ..

شجاكْ

............

خفقاتُك الَوَلْهَي تَمرُ بداخلي ..

والحزنُ والشوقُ المسافرُ في اشتباكْ

............

انزف هنالك ....لا هنا

واترك مكانك خالياً..

هذا المكانُ....

مكانُ من يأتي سِواكْ .

 

رفقاً بحالكَ في شبابك

أيُ قلبٍ ..قد تمني

أن يموت علي ثراكْ..

 

جلادُكَ المُستاءُ يرضي هكذا..

فاتركهُ يرضي هكذا ..

وانظر أمامكَ..

صغ صمودِك من قواكْ

 

فلئِن أطعتَ الحزن يوماً بعضهُ:

فلقد عثرتَ علي قواريرِ الهلاكْ

 

رقَّ البلاءُ لحالتك

أفلا ترقَ لحالته؟!

لو أنت معروضٌ بسوقِ نخاسةٍ

بنفوذهِ كان اشتراكْ

 

اسمع نحيبي جيداً:

اترك سهامك في فؤادك ..عالقةْ ْ .

إياك ..

إياكَ أن ترمي السهامَ..

علي فؤادٍ قد رماكْ

 

فرُماتُك النبلاءُ لُيسوا للجراح

ولأنتَ أكبرُ من ..

قصاصٍ بالجروحْ

ولأنت أكبرُ من..

(عيون ٍ.. بالعيون ْ(

ولأنت أكبرُ من...

أساكْ

 

فمن الثري

وإلي الثُريا

رافعاً بالعز رأساً

في سماكْ!

 

لا أنتَ..

مرهونُ الشِباكِ

ولا تُضيرك ذي الشباكْ

 

أرحل بدونِ حقيبةٍ

لا خلفهم...

بل في اتجاهٍ آخرٍ

كي لا يُسلّمك العراكُ إلي العراكْ

 

لا تبتئسْ..

لا ترتجي أن ترتحل

في ركبِ من تركوا شذاك

 

 

والوردُ حين يجفُ نبعُ رحيقهِ

فازرع وروداً في رُباك

 

ولتقتربْ ....

نادى بداخلك المقاومُ قائلاً

 

يا أيها الموجوع من أرزائِه

يا أيها المشنوقُ في حبلٍ

يطاولُ عمقَ جرحكَ –بعضهُ-

 

باللهِ قل لي يا فتي:

ما زلتَ ترجو أن تسافر خلفهم

مازلتَ تهوى أن تمزقني دماك؟!

 

قف في حديثي واعتدل

يا من يشقُ لديه وهجاً مُوهماً

في قلبهِ

ماذا عساك؟!

 

هرولتا خلفكَ كي يلا حقك الهدوء هنيهةً

لكنه

وجع الدهور هنا

تجمَّع واجتباك

عفواً لقد خَفَتَ النحيبُ ..

وضاق بي.

بالله قل لي يا أنا

 

ماذا هناكْ ...

ماذا هناكْ؟؟

 

 

5- رمادُ الصوت

 

فارسٌ عربي أسر العدو منه محبوبته رغم أنف الإباء الذي يندبه.... وهو الآن:

 

سائراً وحدي..

أينما يمشي الطريقْ..

أجتابُ أبياتَ القصيدِ بداخلي حذِرا

لتقطعُني المسافةُ من بعيد ٍ

كالضياءْ

ودمي:

-    رحيلُ الزنبقاتِ البيضِ ِ في صدري/

-    مساراتُ الفراشاتِ القتيلةِ في الأفقْ

-    جثثُ البنفسج غُدوةً

-    وقعُ ارتطام ٍ للغيوم ِ الذابلة ْ /

-    صورُ افتراشات ِ النجوم ِ الراحلة ْ

      من مدارات ِ الفضاءْ

-    بعضُ انحناءات ِ السماءْ

-    نار الشتاء تؤزني .. نار الشتاء

 

أعُدُ أبياتَ القصيد ِ بداخلي

إذ بالخواء يزورُها عند الصباح ِ

يهدُها عند المساءْ .

وأصوغ قهراً ما تناثرَ من حروفي صائحاً:

حتى متى أُصغي إلي أصداء ِ صوتي ها هُنا

وإلي متى لغة العناء؟

 

وأعودُ ألتمسُ الطريقَ لعودتي..

قد زرتُ مِلحَ دموعِها ..

حين استطالتْ في دمي

في لحظةٍ من أسرِها ..

كان اكتواءْ

 

يا أيها الساري بها ...

مهلاً أيا...

كيف انتزعتَ جذورَها من داخلي

قُل لي ..

أفلا تري مُنذ ارتحلت َ بصوتِها

وبدمعها ..

وببوْحها ..

بعضُ القصائد ِ سافرتْ في رَحْلِها

 

يا أيها الساري بها ..

وإليك كل قصائدي

أودعتها قلبي

خذها ..

ودعْها في دمي

خُذ ما تشاءْ .

 

لن أصْطَلي إلا بلحظة نوْحها

حينَ استقرتْ دمعةٌ ٌ من سيْلها

ترنو إلي َ ..

وأمْعَنَتْ ..

ماذا ستفعلُ في قِلادةِ فارس ٍ

خانِ الإباء ْ

 

(عفواً)

لقد خنت الإباءْ.

 

سَقَطَتْ

وغامتْ في الثري

وتسللتْ ..

حتى تراختْ عند موضعِ أرجلي

فإذا بأقدامي تغورُ من التشظى

للوراء ْ.

 

حتى التمائمُ أعرضت

كم كنتُ أرجو أن أودعها ببعضِ ِ قصيدةٍ

لكنه..

ما كان يجري من فصاحةِ شاعر ٍ

في حبِها ..

أو هجرِها ..

أو صمتِها

أضحي انتهاءْ

 

وزرفتُ عيني ..لا دموعي

في استدارةِ وجهها صوبَ الأمام..

يا أيها ..

الساري..

بها ..

أفلا تري منذُ ارتحلتَ بصوتها ..

فوقي السماءُ احْدَوْدبت؟

 

 

أفلا تري؟

منذُ اقتلعتَ جذورها من هيْبتي ..

ودَّعتُ آخــــر كبرياءْ!

ودَّعتُ آخــــر كبرياءْ!

 

 

6- هو الكاسب

 

مهداة إلي أستاذنا الدكتور سيد كاسب الذي فتح المصابيح علي آخرها نسأل الله أن يرزقه الإخلاص والرقي

 

أيــا كاســب ْ

لأنتَ الجامعُ / الحاسبْ

وعند مصبِ نهرِ الحـبْ

يجوبُ الــودُ في دمِنـــا

وعاد النهرُ برواســـبْ

وفوقَ منارةِ الإلهـــــام ِ

يأتي بعضُنـــا بعضــــــاً

ويعلـــو نجمنــاً أفقــــــاً

محالٌ أن تجـــد راســبْ

فبعضُ الجهـدِ منهمــــرٌ

علي أرضٍ بـــلا نبــــتٍ

وجهدُك أنــت هـا

كــ ــا ســ ــــب

أيـــا كــاســــــب

 

 

7 - أثقل مسيركَ شهرنا

 

قبل رحيل الشهر ... رمضان

فاز فيها الشاعر بشاعر رمضان بمسابقة شعراء الطرق 2009

 

قولوا لهُ لا ترتحلْ..

فأمامَ بابِكَ الخلفيّ

ترتقبُ الأباليسُ الأُفولْ

قولوا له:

أنَّ الفصولَ تجئ تغتالُ الفصول ْ

خِبنا وخابَ رجاؤنا ..

إن لم نكنْ ..

مع فُوَهاتِ مدافعِ الإفطار ِ

نقتسمُ القبول ْ

 

مهلاً أيا شهر الرجاء ..

ثبت شموسك ..

واتئد ...

دع ذا الضرير المقتفي غذهِ

بنصف وُميْضةٍ من عند خالقهِ

يَؤولْ

 

عامٌ صبرنا في رحيلك

نصطفي ...

وجعَ الذنوبِ

ونرتوي ماءَ الذُبولْ.

 

أرأيت كيف رُبي السماءِ أزينت؟

كعروسة في يومها

كيمامةٍ حَطتْ بمتنِ شجيرةٍ

نسجت خيوطاً من ذهولْ.

 

فلتتئدْ..

ولنستمع صرخات إبليس المُصفدِ في جيادك خيبةً

الآن يلطمُ بالتراب ..

قد خاب كل رجاؤه..

قد ضل جهدٌ يعتليه طوال عام ٍ..

ضاع كامل ما يقول ْ

 

رمضانُ خير ُ صلاتنا

وزكاتنا ..

وصفاتهِ وصفاتِنا..

وهناك بعضُ سحابةٍ تومى لنا من فوقنا

هي من بشائرهِ الأُخر

رباه فاجعلنا نفوزُ بخيرهِ

رباه واجعلها هَطول ْ.

 

 

8- تراجيديا مكان

 

وأمرُ من نفس المكان ...

أُصافحُ الطرقاتِ ...

أسمعُ صوْتَها

لكنه ..

صوتٌ بعيد ْ

وأنُظف الوردَ الذي ..

ها قد تغطي من غبار جراحِنا

وأصابهُ صدأُ الحديدْ .

 

وأمرُ من نفس المكان

 

وأظلُ أنتظر القطارَ ...ولا قطار

ليجئ يحملُ حُلميَّ الدامي ...

ا لـ شـ ر يـ د

 

وأُلملم الأملَ المبعثرَ ...

في طريقي ..كل يوم

وهناك صوتُ حمامةٍ ./ صوتُ القطارِ / وصوتُ ناقوسِ القطار

لكنه دون المجيء ْ

 

وأمر من نفس المكان

 

ويجيء يُكملُ دَورةَ الأحزانِ:

صوتُ يمامةٍ

كانت تغني ...

فوق سَفْحِ حنيننا

(فَبِرَبوْهِ كان النشيد)

كانت تجيءُ ..كما تجيء ْ

وتروحُ في عزف الكلامِ قصيدةً

جاءتْ ..

تُعيد الكرة الأولي ... تُعيد

 

وأمر من نفس المكان

 

وهُناك أرْمُقُ نجمَها ...من بينِ آلاف النجوم

للمرةِ الأخرى ..

أُطالع صوتها

عند الوداع:

ارحَل...

سأنساكَ السنينْ..

فلأنتَ أسوأ ما يمرُ بداخلي

ولعند ذكرك: سوف أذكر ...

جُرمَتي

واعلم بأنك يا فتي ستعيش حتماً ...

في عذاب

فارتقب بعض الجراح

علي جراحك

وارتقب ضعف العناء

علي عنائك

ولترتقب قلباً وحيد

*

لِتمرَ من نفس المكانِ كـ مـ ا. تـ شـ اء

لا تنتظرني أن أصل

واعلم بأنك...

لن تصل

.

هيا سلام

(فهكذا كانت تقول ... وهكذا كان الختام)

وهكذا صوت الفراقِ مُحَمّلٌ بالريحِ ...

يُثقلها وعيد

*********

وأمر من نفس المكان (كما أشاء)

ويظل عزف اللحن

(لحناً صامتاً)

ويكون نايٌ

من خزف

والعازف الثاني:

وَرِيدْ

.

وأمُرُ من نفس المكان...

 

وهناك يأتي صوت أمي بالمكان!

يتمتم الآذان خلف مؤذنٍ

ويجيئني هذا الأذان

وتقولُ إن الفجر جاء ...

وتمر من نفس المكان؟

فأي حلمٍ كان يسطو يا بني؟

أي سرٍ يحتويك؟

...............؟

فأقوم ألتمس الطريق إلي مكاني

وأظل أعثر في مسيري

وهناك يسبقني

نداءٌ من نداء ْ

يقتادني نحو الوراءْ

ويصيح بي صوتٌ شديدْ:

ستمر من نفس المكان؟

فلقد جُننت

قد تحترق

قد تحترق

قـ د. تـ حـ تـ ر ق

 

فأنازعُ الصوتَ الغبيّ معانداً

وأواصل العثرات

أمضي في طريقي

والصوت يكملُ:

كن رشيدْ

وأنازعُ الصوت الغبي معانداً ..

وأواصل العثرات ..أمضي في طريقي

حتى وصلتُ لما ...أريـ د

وهناك يكتمل الذي ...قطعته لي أمي

لأسير في نفس المكان (اللا بعيد ْ)

مصافحاً نفس الطريق / معانقاً أصواتها ...

ومسافراً في نجمها

 

فإذا به

حلمٌ جديدْ!!

 

 

 

 

 

9- عروسٌ علي ضفة النهر

 

مهداة إلي محافظتي التي منها جذوري وفروعي وأوراقي وثماري (المنيا)

 

سُقني إلى بلدي وهــــذا رجــــائي

 

هذا السنا من ضوئهــا يـا رائي

عُرسُ الصعيدِ أتي هنا مـن شـأنها

 

لــيَــزُفـَها في فـرحةٍ وبـــهــاءِ

فسلوا غريبَ الأرضِ نام بحضنهـا

 

هــلْ ذاقَ منها غير كل وفاء ِ؟؟

(منيا) سَـموْتِ وكـلُ ســامٍ صـاعـدٍ

 

هـــذا الصـــعود بــعزةٍ وإبــــاءِ

(فالميم) ميم المجد: (نونٌ) نورها

 

والـ (يـا) تكونُ ترددَ الأصداء ِ

بَـــلـــدي أنا قلبٌ يجولُ بـعرسِهــــا

 

ساقي الحضورَ وأولُ الوكـــــلاءِ

عِــشــنا بــكِ الأيــــام دهــراً كلمــا

 

جفتْ ينابيعُ الوصال تشــــــــائي

أصــبحتِ شمساً للـقـلوب وشعلةً

 

ولأنتِ أرضٌ كم روت آبــــــــائي

 

 

10- قطرةٌ علي متن الجفاف!

 

حشدٌ من الأصداء ملءَ فضـــائهِ

 

وشـــراعُ قلـــبٍ مبحـــرٍ بخوائِه

هذا الزمان أذاقنــــــا بكؤوسنـــا

 

لا طــائـــلٌ من مــــدحه وهجائهِ

حين اتكأت علي دمـائي كي أرى

 

دهراً يقاتــلُ صبحنـــا بصفـــائِهْ

حين استفقت علي صراخ أحبتي

 

حين اجتبتني دمعـــةٌ من تائِـــه

من مفرقٍ للآه حــــزنٌ قـــــادني

 

حني وصلت إلي دموع ردائِــــه

قال افتقــــــدت أحبتي ويعيدهـــا

 

متلجلجــــاً ملتلعثمــاً في بائِــــه

الدهر تصفــــــو فيه آلام الخطي

 

وقد استعاد الحــــزن كـل شقائِه

لا رفق في حــــزنٍ يكـابده الفتي

 

لا صدقَ في ثغرٍ البشـوش بثائِهْ

هذا هو الزمن المســـــن ينوشنا

 

يفضي بكــل سهامـــهِ وبــــدائِه

ويصبُ في داء الــــــدواء مرارةً

 

ويصب من ثغر الضحى لبكـائه

لا وقع يعلو فوق أقـــــدام الأسى

 

والدمع يرسو فوق مـوج شتائِهْ

فديارنا صارت مصــــــارعنا فلا

 

بيتٌ لنـــا نـــأوي إلي أرجــــائِه

والأمة الغرقى تقــــول وحسبها

 

قولٌ يجـــوب الأرضَ مثل هبائه

أسلمت للمكلومِ كــــــلَ جوارحي

 

شاطـــرته جرحاً عــــلا ببنـــائهِ

فإذا جنوب القلب ضـــــج جناحَهُ

 

أيقنــــت أنَّ شمـــالَهُ ببــــلائـــهِ

وإذا شعرتُ برجفةٍ في أضلعـــي

 

طـفـــلٌ يتيــمٌ قابـــــعٌ بعنــــــائِه

كفكف نحيبكَ إنَّ جرحـــاً نــازفاً

 

فوق الضلـــــوع مسافراً بنمائهِ

صـبوا علي جرح الفرات ودجلةً

 

والنيــــلَ حتى يستجيب لمائــــهِ

دمـنا يغني أن يُفـتــَـتُ بالضـحـى

 

هـذا الـظـلامُ المـرُ طـعـمَ بقـائهِ

فالقدس معيادٌ علي شرفِ الدُنـــا

 

ديْنٌ علي من أقسمـــــوا بلقائـه

 

 

11- علي جمرِ حُلم

 

بعض الشظايا تحترق ْ

والمُوجِعُ الملعون يرجع من فؤادي ..

في فؤادي:

يخترق ْ

ودم الجراح هنا تسطر في الورقْ

رفقاً به ..

بعض الغيوم تجمدت

وهج الشظايا يأتلقْ

أمواج شطٍ عن شراعي في رحيلي

تفترقْ

تباً لـ / ـقـ / ـلـ / ب ٍ عاش مأسور القلقْ

تباً لسطوْ الحزنِ حين يَمُوجُ بي

منذ الشروقِ ...

إلي الشفقْ

تباً لعهدٍ خانه الأملُ المسافرُ دون رجعة

في الأفقْ

تباً لصيحات المساء..

تباً لبعض قصائدي ..

تباً لها

فبحورها تهوى الغرقْ

تباً لصاحبها الذي

قد شق معراج الأرقْ

 

 

12- جماد ْ......

 

طولُكَ سنتيمِتراتْ..

عرضُكَ سنتيمترات...

رأسك دائرةٌ ..

واليد عصاه...

وزنك وزن جمادٍ

لا يتأثرُ باللحظات .

فأنت جماد ٌ

أنت جمادْ

لا إنسان ..

 

انْ لم تَعقِل ..

إنْ لم تشعُر ...

إنْ لم تنطقْ ....

إنْ لم تسجد ْ ...

إنْ لم تجهر بالصلواتْ:

فأنت جمادْ

 

إنْ لم تفعلْ شيئا يُكتَبْ..

إنْ لم تكتُب شيئاً يُقرأْ..

إنْ لم تشهدُك السنوات ْ:

فأنت جماد

 

إنْ أمهلت الزمن يواتي..

إنْ ودعت اليوم الآتي ..

قبل مجيئه:

دون دون تذَكُر ..

دون عِظات:

فأنت جمادْ

 

إنْ سَطرت الورق الأبيض ْ

من حبرِ الصمت ِ السريّ ..

دون تَكلمِ أو كلمات:

فأنت جمادْ

 

إنْ مرَّرتَ الحدث الحادث ..

في أيامك

دون النظرة ...

دون العِبرة .....والعِبراتْ

 

إنْ أحرقت الورق الماضي

من زمنِ الإخفاق لديْك

دون الخبرةِ ..... والخبراتْ

 

إنْ تتحرك دون تَحَرُك ...

إنْ تتقدم دون تَقَدُم ...

ليس بشئٍ من خطواتْ:

 

إنْ يتمني الدهرُ رحيلك..

أو ينتظرُ القبرُ وصولك ...

فأعلم أنك عبءٌ قاس ٍ

واعلم أنك ليس جديراً

أنْ تنتسِبَ لأي جمادْ

 

علَّ جماداً

مثلَ: حجارة

أنْ يَشَقَّقَ منه الماء وهو حجارة

أنْ يتفَجَّرَ منه فُراتْ

قد يقذفها طفلُ الثورة ..

في أفئدة المغتصبين ..

كالجمرات ...

أمَّا أنت

فقد تتبرأ منك الكلمة ...

قد يتبرأ منك جماد

 

 

 

إسراء فتحي محمد عمر

 

شعور ساهد

 

نسمات رقيقه،

بلدغات قارصة،

هبت

فانبثقت

واستمرت

لتستلهم ما تبقى للعقل،

من ذكرى عابسة

وتستلطف ما تغنت،

به قلوب راقصه

لابتسامة

فصمت

لنظرةُ في السماء،

تتطلع لآمالٍ حابسة

في القلب مكنونها

وفي الروح شجونها

وفي الحشايا رطبها

ليست بيابسة

 

 

 

الحسن مصطفي محمد أحمد البلبوشي (الحسن مصطفي البلبوشي)

 

1- بائعه الليمون

 

أبيع الليمون فاشترى منى

خمس ثمرات بجنيه

ومعهم رسائل حسنى

أنا سلوى

ضاع القلب في حزني

وأنقص الفقر من وزنى

عربه الليمون تبعدني

فصلني وأوصلني

إلى عينيك تسعدني

ويا فتى عدني

إن اشتريت الليمون

ثانيه

أن أشترى منى.

 

 

2- لا لموته

 

ستنهال عليه المشاعر

وسيُحتفي بكل ما نشر

وما أخفاه يوماً

في الدفاتر

سيسمي باسمه شارع

وترصد باسمه جائزة وسيمدحه

من قال أنه كافر

سيقول جيرانه

أنه أحيا فينا الضمائر

ويقول رفقائه

نعم المبدع الوافر

وتقول زوجته

لطالما للشعر هاجر

وسترسل إلي بيته الجديد صنوفاً

من الورد والأزاهر

سيحدث كل هذا لا لشئ

إلا لموته

يا كرام مات الشاعر

فماذا لو أن بالخبر خدعه

تكشف النوايا وما أخفته السرائر؟!!!

 

 

3- ساحة الشعراء

 

في ساحة الشعراء تجمهرت النساء

ينتظرن ذا الذي سيثبت

في قلب كل واحده للهوي لواء

ألقي بأحرفه من ألقي ولما أتي دوري

ألقيت عليهن قلبي

فأحسن الأصغاء

وعند إنتهائي أحسست

بانتشاء

فلقد أتبعن تصفيقهن باستحسان وثناء

إلا إمراه وحيده

أتتني من بين الجموع الغفيرة

تسألني أتعرف معني الوفـــاء؟!!

عندها سقطت قصيدتي مني

فأدركت أنها طيف الحبيبة

أتاني يكشف زيـــف الشــــــعراء

 

 

4-إيقاظ

 

أيقظوني من نومي العميق

وقالوا صرت وزيراً

فكن لمقعدك نعم الصديق

قلت محاورا ذاتي

أنا إن قصرت مع العامه

 لن يغضبوا فلقد تعودوا أن يصبحوا

علي غرق

وأن يمسوا علي حريق

غير أني خشيت إن تعثرت فاتنة في مارينا

أن يسألني الله لما لم ترصف لها الطريق؟

فأمرت علي الفور

برصف الطريق!!

 

 

5- قالت وقلت

 

قالت:

"أنا لست لك

أنا لمن مدح عبيري

فاستوطنه في الورد شك

أنا بين النساء أيقونه

لا يبتغيها إلا من ملك

وأنت العاشق ما أتعسك

أنت الشاعر ما أجملك"

قلت:

بل أنا أذن من بالهوى

قد هلك

 

 

 

علي حسَّان خضرى (الشاعر اللاهى)

 

1- أسبوعٌ واحدٌ لا يكفى

 

الإهـــداء: إلى الذين يحسبون أن أسبوعًا واحدًا قد يكفى

 

بعد أن ابتسمتُ ابتسامةً حالمةً، رجعتُ إلى حبيبتى التى تقف ـ أو ربما هى جالسة أو حتى متمددة ـ على الناحية الأخرى من الاتصال وقلتُ لها مستأنفًا: نعم، أنا أسمعك، قولى لى أروع ما فى الحب! فهمستْ ضحكاتها فى أذنى ثم أضافت: أنت عارف .. أنا بصراحة، بصراحة، أموتُ فيك. لم أحس بمفعول الكلمة، ربما لأننى لست الفاعل، أو لعل هذا من جراء استخفافى بالأمر، ووجدتنى أعلّق على ذلك: والله (غلطانة) وأنا شايف إن الأفضل أن تموتى فى بيتكم.  

صهلتْ فى ضحكاتها ـ وكأنها لم تعد تخشى أسرتها الرابضة فى الصالة وهى على مسافة خطوات منهم فى غرفتها المشتركة مع أختها الكبرى ـ وهى تغمغم: الله يخرب بيتك، أنت فظيع فعلاً!

من جانبى، أنا لاأرى فظاعةً ابدًا، لا بمعناها المعجمى ولا الوضعى ولكنها ترى ذلك، يمكن أنا الذى لا أرى جيدًا ..

ـ عمومًا، يارب أن نلتقى قريبًا. ونحن على ميعادنا الأسبوعى، نواصل كلامنا الجمعة المقبلة. أقول لكِ آخر كلمة فى هذا الأسبوع "سلام" .

ـ (استـنـّه) سلام إيه؟؟ الأسبوع ده بالذات لا بد أن تتصل بى كل يوم ومن بعد الساعة العاشرة، لأن أخى سيأخذ منى الهاتف على آخر الأسبوع وقد لا تتكمن من الاتصال بى إلى ما شاء الله، لذلك اتصل بى كل يوم، بل مرتين فى اليوم لو تقدر!!

ـ يعنى مرة على ضوء الشمس والثانية على ضوء القمر ..

ـ لأ، المرتين على القمر الصناعى يا حبيبى لأننى لا أمزح .

   دبّ قلبى كأنما تزلزل من مكانه، رغم أننى لا أضع تلك الملحمة الرومانسية فى اعتبارى، وصدر منى ردّا عفويًا غلبت عليه اللهفة:

ـ والله هذا الكلام جد، كيف، إن أسبوعًا واحدًا لا يكفى!

ـ بل إن عمرًا واحدًا، فى حبك، لا يكفى يا حبيبى. (قالتها بصدق فريد)

ـ تصوري فعلا! مع أنني أحس أن الأسبوع زمن ثقيل، لكننى اكتشفتُ أن الواحد إذا أراد إنجاز حاجة معينة ـ حاجة لها قيمة ـ فإن أسبوعًا واحدًا (أو شهرا أو عاما أو حتى عمرًا واحدًا) قد لا يكفى.

 

 

2- والله لك

 

لك أيها النجـم

المعلـق بالفلـك!

مالت،

كأن البعد أعطب روحها،

وأســـاء رفقتهـا الحلـك!

لك مثلها

يا عاشق الملكـوت لك،

لك كوكب،

ونيــازك العشق الحـريقة

والنـدى ... والله لـك!!

 

 

3- كُفَّ شِعْرَك ..

 

قـُـل ْ: كف شعرك ..

ليس للأشعار دار ٌ بالعقول الخاوية ْ ..!

أو قل ْ: علي الديوان يا أسفي

تبخـّر في الليالي الخالية ْ ....!!

 

قل ْ: غاب في لُجج الكلام

وصار ينشده العوام

غدا عظامًا بالية ْ...!!

 

يا ليتني لم أوت َ شعر كتابـِـيـَـه ْ

يا ليتني لم أدر ِ ما ديـوانـِـيـَـه ْ

يا ليتني ما قد وجدتُ قصـيـديـَـه ْ

هـُجـِرت ْ لِتـُلـْـقـَي في إسار الهاوية ْ

حزنًا علي وزني، علي أشعاريه ْ

صـُلِبت ْ لتـُعدَمَ، أو تـُحَاكـَم َ، عارية ْ..!!

روح الحقيقة لا تموت ..

ومسرح الأشعار صلب ٌ

والهـُويّـة ُ باقية ْ ....!

مهما تطاول من تطاول

نازعًا وزنـًا وتاج القافية ْ ..

فالشعر لن يحن ِ الجبين

ولن تكون القاضية ْ ..!!

همّتْ به الأقزام تنهشه ُ

وقطعان البحور الباكية ْ

تنحلّ للشعر العمودي ّ افتـقادًا

قل ْ: فنعمَ الناعية ْ!

 

روح ُ الحقيقة لا تموت ُ

وطائر الفصحى يرفرف ُ

فوق أذن ٍ واعية ْ

ينساب بكرًا في السماء العالية ْ ..!!

يستاك أحبال الخيال

ولا يتوق إلى الجبال

فحلمه صعب المنال ..

وما رؤاه بخافية ْ!

ينفضّ منزعجًا

يتمتم: يا الذي ألزمْتني بالداهية ْ

كفّ اللسان عن الحِسان

عن القطوف الدانية ْ!!

ويغصّ مأزوم الأملْ

يا أمّة الشعراء هل ْ

كحّلتِ مقلتـكِ مللْ

أم غادر الوعلُ الجبل ْ؟!

أم قال صحبكِ ماليَه ْ!!

 

قلْ: شعرنا العربيّ منتصب ٌ

وليس يدور حول الساقية ْ ..!

أسرع ْ ترجـّـلْ عند

شطريّ القصيدة ِ

واجتنب نار القصيدِ الحامية ْ ..!!

 

 

4- الوصيّةْ

 

لعـــــلك ِ يا بـُنـيـــة

 

علمـــت بالبقيـــــــة ْ

فتلك عصـا ً وهــــا

 

تحــوّلت العصيـــــّة ْ

أما كانت ســــــدىً

 

بظهر الكون حية ْ؟!

وتلــــك التمـــرة ُ الــــتي كـــانت طريــّة ْ ...

 

إذا شـــــئ ٌ بـــــــدا

 

سيغرب يا بـُنيـّـة ْ!

فكيــــف يـــــداك قد

 

تعذِّب ُ في البـــريـّة ْ

وكيف نويــــت ِ أن

 

تقــومى بالدنيـة ْ...

و هـــــا تعصيننــي

 

وما كنــــت عصيــة ْ

زمــــــان ُ اليـوم لم

 

يـُطـَّور يـا غـَبيـّــــة ْ

فباســــم العلــم قــد

 

تـزيــــد ُ الجــاهليـة ْ

وصــــــار الحـق لا

 

يذود عن الضَحِــيـّة ْ

وأنـــــت تفعليـــــــــن، لا أدنــــى رويـّـــة ْ

 

أخـوك ِ في الحيــاةِ

 

هــــذا أولـويـــــــــّة ْ

وأكـــــل ُ لحــومــه

 

لهــــو شــر ٌّ البليـة ْ

فـــلا تعسي بـــــــه

 

فسادا ً فى الهُويـّة ْ!

ومن يعل ُ ضـُحــى ً

 

سيهبـــط ُ بـالعشـيّة ْ

فعـُــــودى للـهــُدى

 

أفيقـــــي يــا نقية ْ!!

فلـيـس الفـخــر فى

 

جـــنـود ٍ أو سريـّـة ْ

ولكــــن الســـــــــــلام َ حـــق ُ الأغلبيــة ْ!

 

وحاشا الظلـــــم أن

 

تــــؤكِّـــدَه ُ عـــديـّة ْ

فكـُفىِّ الخوض َ فى

 

الشئــون الـــداخلية ْ

فــللإنســـان حــــق ُّ رفـــض العنجهيـــة ْ

 

وأصــــل النــــاس (آدم ٌ)  لا طــائفيــة ْ

 

وإن جــاعوا فأطــــــــــــــــعميهم يا غنية ْ

 

فــــلا تتـــــــــردّدي

 

وفوتي النرجسيّــــة ْ

فـــإنســــانٌ أنـــــــا

 

وقــد فقـــد الشهيّـة ْ

وكيــــــف يكون لي

 

و يــوجـد سوء نيّة ْ

لعــــلّك تفهميــــــــن قولـي فــي القضيّـــــــــة ْ

 

عجوز الـيـوم كــــــــــانت - الأمس - الصّبيّـة ْ

 

فليتــــــكِ يـا بنيّــة ْ

 

تُــحــسّـيــن البقيّــــة

     

 

 

5- أفلح بحر الشعر ...

 

ربما قصيدة، أو جرم لا يُغتفر!

 

قال: فخذ أربعة قصائد من حسَن الشعر، فصرهن إليك ثم لتلقي من كل قصيد ٍ جزءًا في "البحر"، ثم تنادي: يا أوزان الشعر تعالي! واضرب بعصاك الشعر يلين "عروضا ً" تتفجر منه الأنهار"قوافي" يستسقي منه الشعراء!!

 

وارفع للشعر قواعده، يأت الإحساس إليه يطوف / يلبي آذان الأشعار .. يجرجر ركب حروف "روي" جاءت فوق الضامر من كل فجاج اللغة المتردية بفعل عصاة الشعر، ثم اصرخ فيهم: إن الشعر أشار بذبح قصيدة، حتى نضرب تلك اللغة بمصراعيها، فإذا نهضت فاشهد أن الشعر سيحيي موت اللغة المتردية في معجزة لن تتكرر إلا بعد مضي "البحر" ليرقي عرش "الشعر" ويقرأ كتب الاستدلال البحت لقافية المتنبي والخنساء!

 

واصنع للشعر سفينة إنقاذ حتى ينجو من طوفان "اللا معرفة" الحقة ببحور الأوزان ولا تركب فيها حتى لا تخرقها فيشم الحوت عبير الفكرة فيجئ ليلتقم اللغة المنهدة بعد عناء استرجاع حياة .....

 

وأقم عوج جدار الشعر، وسلمه لهذين الطفلين لتصرف يتمهما عن تلك القرية حتى يستخرجا كنز "التفعيلة" عند بلوغ أشدهما، ثم يزورا سوق عكاظ ليبيعا تلك الثروة       لـ "أمرئ قيس" الشعر الحالي!!  

 

واعلم أن هناك السبع سنابل تحمل سبع "قصائد" في كل قصيد مائة وزن ترد تباعًا كي تشرب من مدين صورًا وبلاغة تعبيرٍ وعبارات العشق النابع من بيت "عزيز" شغفت حبـًا ما يتردد من أنباء أن القوم إاتمروا بالشعر ليقتل كفا ً لنمو سنابل أخرى حتى لا تخرج شطئا ً آخر ليؤازرها في إنتاج دواء!!

 

فإذا جاءت كل قصيدة انتثرت تحمل ذات الرأس، وذات الوزن، وذات الأفكار، فقل: قد أفلح بحر الشعر بأن يسترجع لغة ً لا فيها عوج للشعراء!!

 

 

6- ذات مساءْ

 

ذات مساءْ .. سأقوم وراء الأشياءْ،

وسوف نحقق كل تراتيل الماضى ..

سوف نطالع كل بلادى ..

من وصل "الألِف"، إلى فصل "الياءْ"!

ونعيد صياغة عيشتنا ..

ونردد أنشودتنا .. ونعيش سواءْ!

ذات مساءْ ..

سأحاسب نفسىَ ثم أبوء بعجزىَ

ثم أؤكد أن ممارسة الأشعار هراء!!

وسأصرف عن ذاكرتى كل تباريح الأفكار

وأترك ساحتها تتسكع هاربة من طوفان النار

وتنسى مدلولات الأشياءْ!

ذات مساءْ ..

سأمزق صفحة كافور، أسبح فى تيار المستور

كعصفور لا يفعل إلا تكرار الأعذار لإلفتهِ!

لا يعلم قدر حماقته ..

يزداد به تعداد البلهاءْ!!

وذات مساءْ ..

تكثر فيه الأعباء ْ

أتردد فى طرح الأشواق لعاشقتى

بعد عناء غى الحب سنين،

فماذا تنتظرين من المسكين

سوى أن يصبح أحد الأنباءْ ..

ذات مساءْ .

 

 

 

 

 

 

7- مداخلتان

 

(1)

إلى كل الشعراء الأحبة ... مالكم لا ترتجلون؟؟ بل هم اليوم متكاسلون!! وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون .. قالوا: إنا كنا قبل فى موقعنا شاعرين ... فغضب الشعر علينا فصرنا ساكتين ..!!

هل أصبح حالنا هو هو الذى أحكيه ..؟؟ كم كنا ــــ زمان ــــ نكتب البيت أو الفقرة الشعرية، وبعد يوم أو يومين قد لا نجد مكانا للتعليق على المشاركات من كل الفئات!!

مالكم ..؟؟ كيف تشعرون؟؟!! أفلا تكتبون .. أم لكم موقع آخر فيه تنشرون ..!! إن لكم لما ترغبون!!

خذوا .. وأروا الشعر منكم قوة .

"يا عبدالنبى ابن ِ لى صرحًا لعلّى أكتب الأشعار .. ويا عسال ذرنى أقتل علي حسَّان، وليكتب شعره، إنى أخاف أن يبدّل قصيدكم أو أن يظهر فى الموقع الفساد!! .... ويا مهاجر ومحمد رفاعى والبلوشى وأسامة ومحسن ورجال الشعر اعكفوا على قصائدَ لكم وكونوا لها عابدين! ... ويا ناهد اقنتى لشعرك واكتبى وانشرى مع الناشرين!! ويا فاطمة لقد جئت كتابا هنيا .. يا بنت عرفة كونى سيدة قصص قصير ولا تكونى للكسل رفيقا شقيا!!"

يا كل الشعراء والكتاب والمتكلمين والناشرين ..  (ارتجـــلوا ..)

قال القاصلُ: هل يمكن أن يمنع رأسَك منّي اللهْ؟؟!

فقلت: نعم، إن منع الله عليك الحداد ..!!

ضحك ونادى بالحداد لسن المقصلةْ ..

بكيتُ وقلتُ: قضاءك يا أللهْ!!!!

(2)

كم وددت أن أرتجل أكثر على بيتى الذى أنشدته ببادئة رمضان!!

وقد حدث .. وجئت يوم 13 رمضان 1431 هـ، وكتبت إضافة على البيت وعلى محمد محسن ..

كل الأحبة ممنوع كمردود .. إلا حبيب بقلبى ناحل العود .

وكتبت قصيدة لا تقل بحال عن الـ 12 بيت،، وبعد كل ذلك، وفجأة، انقطع التيار عن (السيبر) الذى كنت أقطنه ذلك الآن!! وكنت لم أنشرها ..

ضاعت،، وخفت على نفسى الشلل، فقمت مسرعا!! ـــــ الجدير بالذكر أن صاحب السيبر، والذى نشأت بيننا علاقة من جراء تكرارى عليه، قد انفطر حزنا!! وقال: أوووه، لك الله يا شاعر!!

  والجدير أيضا بالذكر أننى لا أذكر منها اليوم إلا بيتا واحدا على الأول ...

..............

كل الأحبة ممنوع كمردود .. إلا حبيب بقلبى ناحل العود .

كأنها عملت بالحب مأثرة ً .. مكتوبة فى صحيح لابن مسعود!!

...............

ثم بعدها .. ياااااه على الذى بعدها هذا ....

بعدها، طلبتْ منى جمعية خيرية، عندنا فى قرية الغرد بمركز أرمنت بالأقصر، تقديم حفل خيرى قرآنى لتكريم حفظة القرآن الكريم!! الله الله الله، وماله؟؟ ــ مع أننى كنت مختلفا مع إدارة الجمعية،، ولكننى جعلت الموضوع لله ــ المهم ذهبت .. وقدمتها وقد كان فيها أبى حاضرا ضمن لجنة التكريم باعتباره شخصية عامة فى البلدة!! وقد كان عمى حاضرا لأن ابنه هو القارئ بالحفل! وإخوتى والأقارب والصحبة، وقد أبليت بلاءً حسنا ولله الحمد!!

وانتهى الحفل، وبدأ النحل يطن ويلدغ،، والدبابير تزن وتلذع! وقامت علىّ حملة شعواء .. قادها بعض مثقفى البلد والمختلفون مع الجمعية ومع المشايخ التى شاركت .. وللعلم منهم مشايخ كانوا يحملون علىّ فى الهجوم .. ويصورون للناس أننى رجل    (جاموسة .. حاشاكم) كما يجروننى أنجر وأنساق!! ....  حتى تطاول أخ فاضل وجاء إلى بيتى وهجانى بشعرى وقال أننى أنا السيء والضلالى ..!! ومنكر الحق!!!

  غضب أبى على ما أصابنى غضبة لم يغضب مثلها علىّ من قبل .. وتجمع الأئمة والأطراف .. فقام فيهم خطيبا ورماهم بالجحود والظلم والتطاول وكراهية الخير .... ولما انتهى قمت أنا .. صاحب البلوى! .. وقلت بأننى ـ بعد إذن أبى ـ أسامح بكل ما أصابنى وأغفر .. على أن نقرأ فاتحة الكتاب بأن نبدأ عهدا جديدا .. وننسى ما دار من ملابسات!!

  حمد الناس لى هذا الصنيع / ورضى أبى أن يتأجل الموضوع إلى بعد العيد، حتى يحكم فيه الخيرون بحكم الله ويعطوا كل ذى حق حقه!! (نعم هو عنيد جدا في الحق)

  هذا وما يزال الموضوع منتصبا .. وما أزال أنا مضطربا .. فاسألوا الله لى بالثبات على الخير ولو كان فيه الذى فيه ..

 

 

8ـ وربما الساعة تكفى ..

 

الآن وبعد أن قرأت هذا الأسبوع الأدبي، فما رأيك ببقية أسابيع حياتك؟؟ ربما أسبوع واحد لا يكفى للعمل، أو للحب أو القراءة أو البحث عن أحد أرقى محلات بيع الأحذية!! أو إنهاء علاقة ما وُلِدت من قبل فى لحظة! أو الحزن على فتاة جميلة تتكفف المارة، ويقذفها ولد شاب بكلمات خارجة، ثم تنظر إليه وتبتسم لرؤية الورقة فئة الخمسة جنيهات!! أو حتى لتتعود عليك القطة التى أحضرْتها لترهب عدو الدواليب وعدوها!!

 

لكن الحق الواضح الذى لا ينكره إلا المنكرون أنما قد تكفيك أيام ـ بل ساعات ـ وأنا طبعا معك! لتعيد النظر فى شأن حياتك أو لتعلن عن رفض شيء ما بعيدًا عن أى ضغط أو حساب خارجى، أو لتتوب إلى الله ولا ترجع لما كنت تفعله من قبل!! أو حتى لتنظر باهتمام فى أوضاعنا الراهنة وتقول "إنّا لله، وإنا إليه راجعون" ...

 

خذ كلماتى تلك قبسًا يشعل سراج الأمل واعبر بحر العيشة الراكد إلى شاطئ الحياة المتجدد، واحمل سراج الأمل على شاطئ الحياة، افعلها يا صديقى، وقِفْ عليه تمثالا للرجولة ـ صفة لا نوعًا ـ ولو كانت تلك آخر وقفاتك، فكن فيها رجلا! ولا تفرط فيها ـ أقصد ساعة أن تقف وقفة الرجولة الحقة!! ـ ولو بكل العمر ..

 

ربما العمر لا يكفى لإنجاز حاجة ما! وربما الساعة تكفى لإنجاز حاجة لا تقل قيمة عن الأولى ..!!

 

 

 

فاطمة عرفه أحمد عثمان (المسكونه بالحلم دائما)

 

1- الحزن يحل باوطاني

 

الحزن يرحل من البلاد

ويُحل بأوطاني!!

ويغزل من بصيص الفرح

دمعي وأشجاني

وهم يسارع في السباق

ليُسكن اجفاني

وعمر توقف في صباه

ليسقط في الربيع أوراقي

وحُلم يموت في الأنفاس

وينسيّ الموت أنفاسي

وخوف يسري في الضلوع

من زمن مجهول المعاني

وأبقى في الليل مظلوم

واصير في الغد الجاني!!

 

 

2- بالأمس

 

كنت أهوى الجنون

وألهو بالفرح أينما أكون

وأنشر نبرات الضحك

في الفوضى .. والسكون!

بالأمس

كنت أشاكس الهمَّ

فيهرب من شغبي

وأقلم أشواك الجرح

فيفرّ من دربي

وأرسم من ألوان الشغف

لوحات عمري!!

بالأمس

كنت أسخر ممّن لهم في الهوي دارْ

وأدّعي الحكمة وأكتب الأشعارْ

كنت أراهن

على قلبي أن يظل بعيدا عن

نار الاشواق ..

حتى أتى من

حطم حصوني قلبي

بفوضاه،

حرك بكلامه صمتي

فأنهاه،،

حين أتى ..

أحيا ـ من موتي ـ الشوق

وأشرق ـ في كوني ـ الشمس

وتبددت الغيوم،

وعاد الربيع لصباه ..!!

 

 

 

محمد ابراهيم محمود نصر (محمد نصر)

 

1- رُحْمَاكــــَـ رَبِّي

 

رُحـمَـاكـــَ رَبِي قَد سَـرَت عَبَرَاتـِـــي

 

زَادَ الأَنِـــيــنُ وفِــي الــمَـدَى آهَـاتِــي

يَرنُــو فُــؤادِي حِيــنَ يَطمَحُ للرضَى

 

فــَيــَعُـودُ يَـخْـبُو مِن صَدَى حَسَرَاتِـي

قَد صَارَ عــُمرِي حَقلَ ذلَّاتٍ يُـــــرَى

 

حَفــَّتْ عَلى سَـاحِ الظَّـلامِ حَــيَـــاتِــي

وَبــَرَاثِــنُ الآثَــامِ لَــم تَــتـرُك بِهــــا

 

حَــسَنـاً بِـــهِ يـــَزدَانُ دَمـــعُ رَجـَاتِـي

الذَّنـــبُ يَعصِفُ بِي فَيَفتِكُ أَضـلُعِــي

 

وَهَـــوَايَ يَـــنـفُـــثُ سُـــمَّهُ بِــرُفَاتِـي

وَأَسِيــرُ فِي سـُـبُلِ تُلاعِنُها الخُطَــى

 

خَرُسَت على دَرب الهُـدى خـُطُواتِــي

والــعـُـمرُ ذابَ وَغَــفلَتِي تَـختَالـــُنِي

 

فَــمَــتَى أَفِـــيقُ وَتَــنتــَحِـي سَــكَرَاتِي

أَهــوَى النـَجَـاةَ وَطِيبَهـــا لِكِــنـَّـنــِي

 

أَهــوِي بِــذُلٍّ فِــي لَــظَــى الـدَّرَكـــاتِ

فَـــتــــَلُــوذُ رُوحِيَ بالرَّحِيمِ تَـعَــلُّقَــا

 

وَتَـــحــِـــنُّ تَــرقُــبُ طَـلُّ عَـــفْــوٍ آتِ

قَــلِّب أيــَا رَبِــي إِلــى دُرَرِ الهُـــدى

 

قَــلــبــاً تُـــكَبـــِّـــلُــهُ لُجى الـظـُّــلُماتِ

مِن دُونِ عَــفوِكَ لَم يَــعُد لِي مَـورِدٌ

 

إِلّـــا حَـــمِـــمَــا مــِــن جَـــزاءٍ عَــاتِ

وَأَجِــر أَيــَا رَبِّي ذَلِـــلاً مُـــثـــقَـــــلاً

 

قَــد ذَابَ تِـحْــنَـانــاً لِــطَيــفِ نَـــجــَاةِ

 

2- ليس من جرحي نجاة

 

أسيرُ....

وصوت أقدامي مزيجٌ من بكاء....

وارحل في دروب الصمتـــِ 

لا أدري...

لمــَ قلبي وأحزاني

يتوق لهم لقاء...

فلا أدري...

هل الأيام تزرعني وتصنعني؟

أم الأيام تخنقني..

تمزقني...

وتحفر في جبين العمرِ

قبرا من عناء..!!

لم أيّها الليل العنيدُ

طويتَ مني القلبَ

واستحللتَ في عيني البكاء؟!!

لمرافئ المجهولِ أهفو

لا أبالي..

كان ما أرجوه عزا أم شقاء..

كان ما أرجوه ذلا أم إباء..

كان ما أرجوه في دنياي

من دنس مواردُهُ

أم هو من نقاء..!!

في ظلمة النسيان

ألف حمامةٍ...

تركت سماء المجدِ

تبحر في الدماء...

،،،،،،،،،،

أنا لم اعد ذاك المتيمُ

أن يزاورَه الربيعُ

وأن تداعبَه الزهور..!!

أنا لم اعد أهوى ابتسامات النجوم على شفاه الناسِ 

وأشتهي في الفجر نور..!!

لا فرق عندي

بين عصفور ذبيحِ

مزقته يدُ الظلامِ....

وبين مصلوبِ النسور....!

ما زال في قلبي سؤال حائرٌ!!

هل تراهم فرقوا بيني..ومن ترك الحياةَ

بأن سكناه القبور؟!!

،،،،،،،،

قد مر عامٌ..

يغرس الأشواك في جرحي...

وينزع من شراييني الحياة...!!

ويجول في الأعماقِ...

يبطش بالنسيم العذب في قلبي..

فيبلغُ منتهاه...!!!

يا نجمة الآفاقِ...

غضي الطرف عني...واذكري...

من كان يوما حالما بالضوءِ

يعبث في صباه...

ومضى...

فأدرك

منتهاه..!!

ولتعذريني

فالجراح تمردت..!!

وفؤادي المذبوحُ...

حاك الجرح يوما

وارتضاه...!!

فليس من جرحي نجاة!

ليس من جرحي نجاة!!

 

 

3- نَسْمَةُ الأَشْواقِ

 

تُـمـــَزِقُ نـارُ أَورِدَتــــِي الــلــَّيــَالـــِي

وَمــَا الأَمــصالُ تَــصلُحُ لـِاعتِلالِـــي!

 

فَــوَجــــدِي وَالـــدَّوَا ذِكــرِي حــَبِيبِي

فَمــالِ الطِّــبِّ يــا قَــومِـي وَمـــالِي!!

 

فـــَـهــُبــِّـي نَسـْمــَةَ الأَشـواقِ هــَبــَّـا

وَصــُبـّي النــُّــورَ في الأَكـــوانِ صَـبّا

 

وَصُوغـِي مِن خــُـيــُوطِ البَدرِ حــُبــَّا

يُــرَوّي الــقَــلبَ بـــَالسِّحـرِ الحَلالِ!

 

فــِإِن يَــكــُ يا حــَبِيبي الحُــبُّ طُـهــرا

وَيــَـمتَــزِجِ الــفُـؤادُ بِـــهِ فَــــيَــــبرى

 

وَيـــَرقَ الشـــَّوقُ مِـنهـاجــاً وَفــِكــرا

فَـهــَل يَــوماً يَــصِــيرُ القَـلبُ بـالِي؟!

 

تَذُوبُ الشَّمسُ فِي كَبـِــدِ اشتــِـيــاقِـي

وَتَــســمو الــرُّوحُ تَهــفُــو لِـلتَــلاقِـي

 

فَهـَل لِي مِـن ظَـمى الأَنــفاسِ ساقِــي

سِــوى رُؤيـــَا المُـــتَـوَّجِ بَــالكَمـالِ؟!

 

أَبـــَا الـــزَّهـْـراءِ يــا هــَديَ الــدُّرُوبِ

أَنــَـبــضٌ قَد تَــلألأَ فـي الــقُـلُـــوبِ؟!

 

أَيـا نَـفسُ ارشـُفـِـي عـِطراً وَطــِيبِــي

وَذُبّـــِـي عَــنــكِ أَشــباحَ الــضَّـــــلالِ

 

عَـلـى الهــادِي وَعـِطـرَتــــِهِ سَـلامِـي

وَحُــبٌ فِي مُــــــرُوجِ الكَونِ سـامِــي

 

مـــُعــــَلّـِمَــنــا أَيـــا خــــَيــرَ الأَنـــَــامِ

تَــمُـوجُ الأَرضُ مِن عَذبِ الخِصــــالِ

 

نَـسَجـتَ الحُبَّ مِن طِيبِ السَّجـــــــايا

وَرَفَّــعـــتَ الــقُـــلُـــوبَ عَـن الدَّنـايــا

 

وَقـــَد طَــابــَـت لِـــلُــقــياكَـــ المَــنايـا

وَرِفــْقَـةُ قُـــدوَتـــِي أَسمى ابتِــهــالِي

 

رَسُولَ اللهِ قــَد فــــــاضَـت عُــيـُونــِي

وَنَــحــوَ الـــرَّوضَــةِ يَــهــفُو حَنـِينِـي

 

أَيــا رَبُّ ارضــِـنــِـي قَــبــلَ المَــنُـونِ

بِــطُّــهــرٍ يَــــرتَـمِــي فِــيــهِ رِحـالِــي

 

عَبِـــيرُ المُــصطَـفَى قَد فـــــاحَ هــَديا

مَــتَــى بَــالنُّــورِ يـا قَـومِـي سَـنَحـيا؟

 

وَنَـطــوِي ساحَــةَ الأَحـقـادِ طــــَـيَّـــا؟

وَتَـغتَسـِلُ الضــُّلُوعُ مِــنَ الضـَّــلالِ؟!

 

فَمــَن يــَســــأَلْ عـَلَى عــَيشِي فــِإِنـِّي

أَذَبــتُ الــرُّوحَ مــِن فَــرطِ الــتَّــمَـنِّـى

 

لــِفَجرٍ مــِن هــُدى المُختَـــــارِ نَـجنِي

فَيـــَصـحــو النــُّورُ مِن ثَغرِ الـلَّيـالِي!

 

 

4- دَاوي القُلوب..

 

فَـــاحَـــتْ رُبـــوعُ القَـــلـبِ بالــقُــرآنِ

 

أَكـــرِم بِــهِ فَــــيــضٌ مــِنَ الــرَّحمَـــنِ

نُـــورٌ يُــــشَــعُّ الــبِــشــرُ مـن آيـاتِــه

 

والخَـــيرُ يُــشــرِقُ في مـدى الأكــوانِ

هُــوَ خَــيرُ مِــنهاجٍ لِــفَــوزٍ يــُرتَجــى

 

هَديٌ يُســـاقُ على مـــدى الأزمـــــانِ

أَنــعِـم بِــصَــدرٍ قَــد حـــواهُ تَــقَــرُّبـــا

 

يَـسمـــو بِــهِ لِــمَـراتِـــبِ الإِحـســـــانِ

أَشـتــاقُ رَشـــفاً مِــن تِـلاوَةِ خاشِـــعٍ

 

تَــرنُــو بِــهِ رُوحِــي وَكُـــلَّ كِـيــــانِـي

يا حافِــظَ الـــقرآنِ فاتــلـو وارتَـقــــِي

 

أوهَــل سِوى القرآنِ مجــدٌ ثــانـــــي؟

إقرأ وروِّي النفسَ مِن عذْبِ السَّنـــــا

 

داوِي القُــلوبَ بِــسِـحرِهِ الرَّبــــــــانِي

اصدَح ورَطِّـب بالكِتابِ صُدُورنـــــــــا

 

اجــلــو وطَبــِّــب ثَــــورَةَ الأشجـــــانِ

يا حـافِـظ الـقُـرآنِ فـاضَ لــكَ الهـنــــا

 

مُــذ ذاقَ قَــلـــبــُكَ لَــــذَّةَ الإيمــــــــانِ

قَد نِلتَ مـــا تَرجوهُ من طِـيـبِ المُنــى

 

يَـنسابُ في عَيشٍ وخُــلدِ جِـنــــــــــانِ

 

 

5- أَصوغُ فؤادي

 

إلى أختي وغاليتي في عُرسها

 

سَــأَرسُـمُ في وجُــوهِ النـَّـاسِ بِـشـــرا

 

وأَقـطِــفُ مِــن حـنايـا الشَّـوقِ شِـعـرا

سَــيُـزهي السَّــعدُ أَلــوانَ الأمــانِـــــي

 

ويَـنحَـتَ في ضُــلُـوعِ الحُّــبِّ مَـجـرى

لِــعــُـرسٍ قَــد أَظَـــلَّ الأَرضَ حُــبِّـــــاً

 

وَعــمَّ شـذاهُ في الأَكـــــوانِ خــــيـــرا

سَلُوا قَـــلـــبي إَذا مَــا شَـــعَّ فَـرْحـــــاً

 

وزادَ الــفَــرحُ حــتى صَـــارَ طَـــيـــرا

سَلُوا شِعـري إذا سَـمَـتِ القَوافِــــــــي

 

وطــافــت في سَــمـَـا الإِبــداعِ فَـجــرا

سَـلــوهُـم عَــن جَـمـالٍ أَو خِــــــــــلالٍ

 

وَقَــد قُــصِــرا على الشَّــيــماءِ قَـصرا

عَـــرُسٌ في الحَــنَــايــا قَــد تَـــــوارَت

 

فَــــــيَــــــالــِــفُــــــؤادِيَ إذ حَــازَ دُرَّا

تُـــنــاشِـــدُها الــنُّــجــومُ بِــقُــلَـتَـيهـــا

 

أَيا شَــيـمـاءُ جُـــودِي مِــنـكِ طُـــهــرا

وَغَــطِّـي الـكَــونَ بـالأَخـلاقِ نُــــــوراً

 

أّذِقِـــيـــه الـتُّــقـــى يَــنــسابُ سِـحــرا

هَــنِــيــئا يا وَلـــِـيـــدُ بِـهــا الـــثُــريــا

 

فــإِنَّـــك قَـــد جَــنَــيــتَ الــيَــومَ بَــدرا

وَإِن مــا حُـزتَ في الـدُّنيا سِــواهــــــا

 

كَـــفَــتْـكَ عــلى مُـلــوكِ الأَرضِ فَـخرا

وَلَستُ مُـسَــلِّـماً لِســِواكَ عُـمـــــــري

 

فَــمـن كَــوَلــِـيــدُ في الأَنــظــارِ قَــدرا

سَـنــا الأَخـلاقِ والأَفـــعـــالِ ســــــــامٍ

 

وطِــبـــتَ عــلــى لِـسـانِ الخَـيرِ ذِكـرا

سَأَمزُجُ في الحُـروفِ دَمــي ورُوحِــي

 

أَصــوغُ فُــؤادِيَ سَــطــراً فَــسَــطـــرا

وَرُغــمَ الفَــرحِ في قَـــلــبِــي مُــشِـــعٌ

 

فِـراقُ صَــغِــيرتـي مــا مِــنـهُ يَـــبـْــرا

يُــبـــارِكُ خَــالــِـقِـــي لَـكُـما بِــنـــــاءاً

 

فَــعــِـيــشا وانـعــَما بـرِضــاهُ عُـــمْـرا

 

 

6- شَبابُ الأَزهر

 

تَـخَـطَّـى طَـيفُــنا شُّـــمَّ الجِـبــــــــالِ

 

فَــقــومــِي أُمَّتي تَـلقِــي المــعــالي

شَبـــابٌ نحنُ من ذَهــبٍ صُنعنــــــا

 

نَــسـجـنا الـضَــوء في كـبد اللـيلـي

شَـبـابٌ لا تُــدانــيــنــا نُــجـــــــــومٌ

 

قَــطَــفــنا كــالمُــنى شَــهـدَ الخِـلالِ

لِـــواءَ الـنــَّصرِ خَـفَّــاقـاً رَفَعـنــــــا

 

فَــقَــهـقَــرَ في الـدُنا شَـبَحَ الضَّـلالِ

وأَزهَـــرُنــا لَـــمِـنـــهــاجٌ وَنـــُـــورٌ

 

أَقـــامَ لِـــواءَ خَـــيــــرٍ واعـــتِـــدال

بِـهِ نَـسْـمُـوا إلــى رَوضٍ ظَـلِـيـــــلٍ

 

بِـهِ نَــرقــى لِـمِــنـهـــاجِ الــكــمــالِ

بـهِ قُمـنا وَصـِرنا اليـَـــومَ نَــحــيـــا

 

فَــــأَكـــــرِم بــالمَقــــامِ إلى المـــآلِ

فإن جـــاءَت لَمِن بَعــــدي قُــــرونٌ

 

فَـبــَـلِّغ يـا زَمـانُ لَــهــُم مَــقـــالــي

شَـبابُ الـدِينِ سَـيَظَـلُّــــــون نُـــورا

 

يُرَوِّي الأَرضَ مِن عَذبِ الخِصــــالِ

شَبــــابُ الدِّين سَيـَقـودونَ دُنيــــــا

 

وَجَــنَّــاتٍ لَــهُـم طِــيــبُ المَــنــــالِ

 

 

7- نَجمٌ طَرِيد

 

لابُــدَّ للنَّــجــمِ الطّــريــــــدِ بِأَن يَــكُــفَّ عَــن الــنُّـــواح

فَــغــداً سَــتَــبـعـَثُــهُ المـآذِنُ إنَّ ضَــوءَ الــفَــجــــر لاح

وَغــدا سَــيَمـتَــزِجُ الـعُـيونَ فلا حِـجـابَ ولا وِشـــــــاح

لــِيــُعـانِــقَ النَّــسْمـاتِ يَــغـرِسُــها بِأَعــمـاقِ الجِــــراح

وَيُــــعــلِّــمَ الأَكــــوانَ أَنَّ سَــــنــاهُ لــلأَشــبــاحِ مـــــاح

لا تــنــهــروا الــنَّــجــمَ الــطَّــريــدَ إذا تـناساه الصَّـلاح

لا تــبــخَســوا نُــورَ المــعــالي إن غـــدا دَرْكــــاً وراح

يَــومــا سَــيُــنــشِــدُ لــِلــورى لَــحــنـا بِــأَوتـار الكِـفاح

سَــيَــحــيـكُـهُ همسا بِسـِحرِ الـبَدرِ كي تبرى الـقِـــــراح

أَوَّاه مــِـن حُـــزنٍ بِــأَفــــئــــِدةِ الأنــامِ طَـــغــى وَفـــاح

أَواه مـــِن نَـــزفٍ بِــطـــولِ الأَرضِ تـَرقُــبُته الجــــِراح

سَــيَصوغُــهُـم قِصصاً يُـسامِرُها النـَّخيلُ إلى الصبـــاح

لابــُدَّ أن يَـــقِـفَ الــطَّــريــدُ مــواجــِهـا بَـطشَ الـرِّيــاح

وَلَســَوفَ يَــعــلــو شــامِــخــاً مَن باتَ مَــبتُـورَ الجَناح

لابـــُدَّ لــلــنَــجمِ الــطَّــريــدِ بِــأن يُــعــانـِقَــه الــصَّــباح

 

8- سنا الأفراح

 

بَينَ ضُلُوعِي نُزهَـةُ المُشـــــاق

 

دَعنِي أَكُونُ لِذي المَحَبَّةِ ساقِـــي

مـا دامَ فـي الدُّنيـا نَسِيـمٌ عـابِــرٌ

 

سَأَظَلُّ فِي عُرفِ التَّفاؤُلِ باقِــــي

ما لِي أُحِسُّ اليَومَ هَبّاتِ الصَّفــا

 

تَرنُو عَلى قَلبِي وَفِـي أَعمـاقِـــي

الخَيرُ يَبدُو في الفَضـاءِ سامِيـــا

 

حَـنَّ الـفُـؤَادُ لِـرَوعَـةِ الآفـــــاقِ

وَما أَتَيـتُ الجَمـعَ وَحـدِيَ إِنَّمـــا

 

كَـانَ المَحَبَّـةُ وَالوَفـاءُ رِفـاقِــــي

جِئتُ أُهَنِّئُ كَوكَبـاً فِـي عُرسِــــهِ

 

وَالفَرحُ قَد غَطّـى رُبـا خَفّـاقِــــي

وَالسَّعدُ عَمَّ شَذاهُ أَجواءَ الـوَرى

 

وَالكُلُّ يَشدُوا فِي جَمِيلِ تَـلاقِــــي

ماذا أَقُولُ لِمَن يَحُوزُ مَكَارِمـــــاً

 

خَيرُ الرِّجالِ وَمـَنبَـعُ الأَخــــــلاق

رَجُلٌ فَما غُصَّ الفُـؤادُ بِشَوكَـــةٍ

 

أَو غُـصَّ بَالأَحـقـادِ أَو بِنِـفــــاقِ

قِمَمَ التُّقى قَدِ ارتَضاهـا مَوطِنـــاً

 

لَـم يَهـوِ قَـطُّ إِلـى دُنَـا الفُسّـــاقِ

بَحـرٌ جَـوادٌ لا تَـكُـفُّ لَــهُ يَـــــــدٌ

 

لا يَغشَ مِن ضِيقٍ وَلا إِمـــــلاقِ

بَدراً قَدِ اقتَطَفَت يَداهُ مِنَ السَّمــا

 

قَــد نـالَـهُ بَالجُـهـدِ بَاستِحـقـــاقِ

عِيشا بِظِلِّ الدِّيـنِ دَومـاً وَانعَمــا

 

مـادامَ فـي الدُّنـيـا نَسِـيـمٌ بـــــاق

عُرسٌ بِهِ إِن شـاءَ رَبِّـيَ تَغنَمـــا

 

حُــبَّ الأَنــامِ وَجَـنَّـةَ الـخَـــــلاّقِ

يُحيِيكُـمـا رَبِّــي بِـنُـورِ مُحَـمَّــــدٍ

 

خَيرُ الخَلائِقِ أَفضَلُ الأَعـــــراقِ

 

 

 

محمد سيد دسوقى طلبه (عاشق القرآن)

 

دموع العروبه

 

هــذا كــلامُ الـوطـنِ للاحـبــابِ

 

ومـنْ يـحـبُ سمـاعَه من الاغـــرابِ

هــــذا مقـــالُ ولا أعنـى روايــةً

 

فــلا أقــولُ الحـبَ فـى الـســــردابِ

مـازال الوطـنُ يحـتوى أولادَه

 

مــن الاهــلِ والخــلانِ بـالـتـرحـــابِ

فـــاتركوا السمعَ والابصارَ تلتـحـمُ

 

وتـنـبـهوا انـى سـأُلقـى خـطـابـــى 

فــــكـم مــن مـرةٍ طـالَ الحـديــث

 

والـكـلامُ قـد ولـَّـى كَـمَـرِ سـحـــابِ 

لــــــكـن اليوم الحديـث سينـتـهـى

 

أو يـبـدأُ .. الحـكــمُ بــالاســبـــــابِ 

أتـكـلمُ عن أرضِ العروبةِ والصبا

 

وأهــجـو كــل مــنـافــــقٍ كــــــذابِ 

أهـــــجـو مــن يـقـولُ قـد انـتهـت

 

ويـظــن تـلـك نـهــايـــة الاحــقــــابِ 

فـــــــأسـألُ مـــن أراه بــدهـشـــةٍ

 

هــل مــاتـــت، هـل مـن جـــــوابِ؟

تــاه فـى أرضِ العـروبـةِ والصبا

 

مــن كــان يـحـلم ُبـرفـقـةِ الاصحابِ 

عـــــيـشُ الصـفـيحِ لا مـأوى لهم

 

أو نـرى الاحياءَ مـدفـونه بـتـرابِ 

مــــاذا حلّ بوطــنِ الشمـوخِ والعلى

 

من نسر شامخ الى امتلاء خـــرابِ 

هــــربَ الجميعُ ورحلوا ثم تركونى

 

واقـفـًا مـنكـسـرًا علــى الابـــــوابِ 

مــــــزقَّـوا جســـدى وأراقُـوا دَمِــى

 

فـسـرتُ أزحفُ علـى بقايـا ركـابـى 

حتـــــى الكـــلام فان وددتُ مقولـةً

 

جـعـلـوا صـوتـى بيـن ألـفِ حـجـابِ 

ان الـهـــروبَ لبـابِ الـذلِ خيانـــةٌ 

 

فـالغـاصبـيـن .. من طغوا لعذابـى

والظــــلـم قــد عـَّـــم وذاع صــيـتُه 

 

فكـان يُـدوى فـى مـأكلى وشرابى

والعـــــلمُ أصـبــحَ فى وضيعِ مكانةٍ

 

فـضـاع حلـمـى دون اى حـســـابِ 

فــــصـــرت أطـلـبــه فى بلادٍ علت 

 

مـن بـعـد ذلِ الـعـيـشِ والارهـــابِ

ســـرقـــوا العــلم وترجموا أسفارنا

 

ونحـن ظِـلـنَـا فـى تفاخرِ الانسـابِ 

مـــــاذا حـدث لأهـلِ وطنٍ مؤمـنٍ

 

هل ماتوا جوعى أم تغذوا بالاعشابِ؟ 

مـاذا تـريـدُ يـا طـارد الابِ والجدِ

 

مـن فـردٍ ضعيـفٍ مُتلـف الاعصــابِ 

جــئــتـــك مادحًا فرأيت كتابتى ذما 

 

فـضــاع فـى الآفـاقِ كــل ثـوابـــى

والذم ليس تحقيرَ الوطنِ والارضِ 

 

بـل لأجـعـل فـيـك قـوةَ الأقـطـابِ

والله لــم أقصـد أن اكـــونَ مُحـقرًا 

 

أو أقــولُ نـهــرًا مـلــئُ بالاذنــــابِ

كـنـتَ وطـنـًا للكرامـةِ والـعــلا 

 

غــابـوا عـنـك فـفـضّـت بالاوشــابِ

لا تحــزن وطنــى ان قسـوت عليك

 

فـلـمن أجـئُ وأشـكـو مُـرَّ عتـابى 

لا تـحــزن فــــان الحــبَ قـد أدبــر 

 

وجـئـتُ الـيـومَ لأسـتـعـيدَ شبابـى

أحبـــبتُ فيـك النيلَ يجرى مـاؤه

 

وسـط الـبـيـوتِ وبـيـن كـلِ هضـابِ 

أحببــتُ فيك الشعبَ يصرخُ صوتُه 

 

بــالـحــقِ مـرتـديـًا أطـهـر الاثــوابِ

أحـبــبتُ فيـــك الطفلَ يلمعُ وجهــه

 

بـبـراءةِ الاطفـالِ بيـن كـل خــرابِ 

أحبـبتُ فيـك الشمـسَ تُخافت القمر 

 

هـل تستطيـعُ كمونـًا بعد غيابى؟

أحبـبـتُ فيـك الصبحَ بعـد ليـلٍ مظلمٍ

 

يـمحى الظـلامَ بنـورهِ الخـلابِ 

بـاعـوك يـا وطنـى العـزيـز بـدمعــةٍ

 

طـافـت بـعـيـنِ مـقـامـرٍ نصابِ 

بــاعـــوك فــلــم أجــــد لك شـاريــًا

 

وقوافلُ الاعداءِ تلوحُ كالاسرابِ 

أقـسمـتُ أن يكـونَ صـوتى مُـدويـًا 

 

فـلا أخـتـبـئُ مـن وراءِ نــقــابِ

قـد وهبتـك نفســى بـكــــل ما فيها 

 

وأعلمُ أن هذا ليس الا صوابى

لـن أرضـى بأرضٍ غـيـر مـوطـنـى 

 

ولـن أحتمى بمن أراه يحابــى

عـشــت فيـــك سنيــن الدهـر هـائمًا

 

بعـشـقِ شـعبٍ جـرّ بالانـيـابِ 

فـاليـوم انـى قـد وقـفـــت محـاربـــًا

 

لأحمى وطنى من قطيعِ ذئـابِ

فــــمـن أرجُـــو ســـواكَ يـــاربــــى

 

فأنت تعلمُ ضعفى وحيلتى ومابى

 

 

 

محمد محسن عبدالشافى خلف الله (باحث عن لاشى)

 

1- وضعنا سويّا

 

كفى عيونك جـــددت مــأسـاتــــى

 

وجعـــــا يراود كــــل حلـــم اتــى

واستفتحى دمى المشـــرد مـــــرة

 

تجــدى مصارعة النوى بحياتــى

واستجمعى سفن الحبة من دمــى

 

فالبــحر من موج الملامة عــاتى

وتصفحى صوتى المكسر خلـســة

 

تجــدى لسانى خاصمته لغاتـــــى

تجدينى منى كالمهــاجر تائهـــــــا

 

وعلـــى حدود الصمت بر نجاتـى

ومن الطريق أقـوم أعتصر النوى

 

خمـــرا لكى أنسى بهــا اهـــاتــى

فأزاد شوقا والجـــراح تضــمنـــى

 

ويزيــــد ذاك السكر من أنـــاتــى

وأرانى من دمعى اطــــرز حـــبنـا

 

أبكـى يوارى الدمع فى بسماتـــى

أحبيبتى ان الــهـــــوى مـتــمـــلك

 

قومـــى بربك ضمدى مشــكـــاتى

أمحى ثمالة بعدنـــا عـــن قلــــبى

 

السكـر الذى ما فاق من نكباتـــى

رحل الفراق أناخ دهــــرا بينــنـــا

 

ابغير لقيا.... يشتهى ويــــلاتـــى

صوت لناى صار يحمـــــل نبضـنا

 

والدمع يرقص تنتشى وجنــاتـــى

قد قيــــدوك يا طيـــــور محبــــتى

 

واليأس كبــل فــى فمى كلمــاتــى

يا كـــل نجم فى المسالك دلـــنـــى

 

ستضيـع فى أرض النوى مولاتى

لا أشتـــكى إن الفــــؤاد منــــعـــم

 

قولوا لها هجرى زيـــد ثــباتــــى

يا حبهــا يا قلبها يا..... قل لهــــا

 

فلتدركينــى اننـى .... لـــن آتـــى

 

 

2- أنـــا والــحــــب

 

مـــلايين مــــن العشــــاق

تمســــح دمعــــت الأيـــام

و تـوقـــظ أعينــــا خجـلى

قـــد اندثرت ببعض هيــام

و تجعــــل دمعهــا رشفــا

لتشفــــى غلـــة الأوهـــام

 

و انــي عـاشــــق لليـــــل

ذاك لأنـــــه منــى

يــداعــب أحرفى الحيـرى

ويسطـــرهــا هــوى عنى

إلــى عينيـــك يهـديهــــــا

ويسـتـجــديــك أن منــــى

 

بــريد الحـــــب يحـمـلنــى

خطــاب ليس لــى عنـوان

وذاك القلــــب يـأســــرنى

كسجــــن دونمـا قضبــان

فـــرار القلــب منه السهل

لكنى به ولهـــان

 

أنا فى الحب رسمة عشق

لكـــن دونمــا ألـــــــــوان

أنا فى الحب صوت العـزف

غـــابت عن دمى الألحـان

وأســـأل دائمـــــا عينـــى

أوقر الحـب فى الأذان ..؟

 

تجيـب العيــن مـن سيـــل

روى الوجنات فاحمـــرت

فدمعــــت عشقى تحييهــا

وموت القلــب إن مــــرت

ونفسى فى انتظـار الحـب

ومن صبـــــر فمـــا ملــت

 

مـــن العشــــاق أجمعهــم

أنــا عشقى بــدون حبيـب

لأن الحــــب فــى ذاتـــــى

وذاك الـــدرب فيـه لهيـب

ســــأزرع فيـــه مشكـاتى

وأجنـــى قطفــــه بنحـيـب

 

سيستـــــل النــوى للقلـب

ويجعــلـنى مـــن الأسـرى

ويــرعب طيــف أحــلامى

ويــــأتى قـــاتلا عمــــــرا

كــــأنى يـــوم قلــت أحـب

كـــان الـ ... جئتــه نكــرا

 

واستفتى النــوى بالشوق

بحـــق الحــب هـل تعشق

فيخجـــل معلنــا للصمــت

وفى دمـــع غـــدا يغـــرق

أنـــا بــفــراقــكـــم أبـلـــى

و لـكـنــى بـــذا أحــــــرق

 

ســاتـيـكــم بقـبـس الـحب

لأجــلى ظلمــة الـــــوادى

و لـكـــن الخيــال الصعـب

أودى من دمــى الشــادى

فقـافـلــة تسـمـى الحــــب

تـغــدو دونمــــا الحـــادى

 

سأرسم فى الهوى شعــرا

فتحملـــه سطـــور الـمـاء

وفى العينيــن أسـكـنـهــــا

ومـن جفنى يكـون غطـاء

لأن الحـــب يحـمـلـنــــــى

ويجــرى منى كيف يشـاء

 

أعلــــم جــرأتـى للصمــت

فيصــرخ يشبـــه البركـان

وأبعــث هـــدأتـى للـريــح

فتجــرى حـولنـــا حمـلان

أنـــا مـــن علــــم الدنيــــا

و لـكـنـى ... ـــ خسئت ـــ ج ... ب ... ا ... ن ...!

 

 

3- أطــلالٌ عربـيـه

 

عوجا على طـــلل الحياة أزورهـــا

 

فحيــــاتُنــا طيـــفٌ نــســـوه الآلُ

أبكى على طلل العروبة خلـــتـــــه

 

يُنسى البكــاء وتطفــئُ الأهـــوالُ

كانت تداعبُ يأسها يومــــا هنـــــا

 

وهنا تلملــــم جــرحـــها الآمـــالُ

ينساب دمعى فوق قبر حبيبتــــــى

 

فيحــالُ وردا زاهـــــــرا يخــتــالُ

فتمزقُ الأكفــان يغمرهـا الأســــى

 

كفكف دموعــك كلــكــُم محــتــالُ

ما اعتدتُ وردا فى ديـاجر وحدتى

 

لملم دموعـــــك شانـــنــي الإذلالُ

والأرضُ من لون السواد توشحت

 

تبكى لعـــــز هـــــــده الترحـــــالُ

مـــن مـــوتنا لليل لبـــسُ حــــداده

 

حزنا ويبكينا نــــــــدا مهـــطــــالُ

وورودُ ارض من ســــلام اكفـــنــا

 

بضلال جهـــل عمـــرهـا نـغتـــالُ

ولئن مررنا عابرين لــــروضــهــا

 

فســـد الأديــــمُ لمشيـــنا فتُــــزالُ

دخل الفساد دماء قومــي فانحــنى

 

خَجِلا يعــــــز معـــلــــما يختــــالُ

جسدُ العروبة بــات ليــلا يشــترى

 

معروضة الأســواق فيــمن جالوا

طفت البوادى زرت أطـــــلالا لـهـا

 

والكـــون يبكـــى مقلتــي تنهـــالُ

حزنُ العراق يلفُ باحةَ قـــدســنــا

 

والقدسُ تنعى حظـهــا الصومــالُ

سودانُ عز قد تنــاثــر شــعــــبـــه

 

أيـــدى سبا وتُحــيــطه الأغــــلالُ

بيروتُ تبكى من صراع أكــفــهـــا

 

يمـنُ السعــادة زال فيــمن زالــوا

شام يــنــادى لـــلإغاثــة طــالـبـــا

 

فى مصر صرنا نرتجـى ونُعــــالُ

والمغرب العربى يشــرد هائـــمـــا

 

لايبتغى عربا ولــيــس يُــطــــــالُ

لله در عروبتــى قــــد فـُــكـــكــــت

 

وتضعضعــت فــأصابها الزلـــزالُ

لله أشكو جـبــن قــــوم قـــامـــروا

 

بعــروبتى فأمــاتـــها الإهمــــــالُ

كذبٌ نناجى فـوق حـــائــط بيتــنــا

 

نســلُ المرايـــا زيفُهـــا ينهـــــالُ

تابت مرايا الزيف عن إغـفــائــنــا

 

والعقــل يرفض تـــوبــة ويـــزالُ

يكسو الموات عقول قومي مالـكــا

 

فمــن المحيط إلى الخليـج ضـلالُ

كم ذا كبير أنت قبر عــــــروبتـــى

 

يــا ليت موتــا بـالقبـــور ينـــــالُ

 

 

 

محمد محمود محمد محمود النقيب (شاعر الامل)

 

1- سأخوض كل معاركى

 

سأخوض كل معاركـى

 

والحــق سيـفى والقـــلم

أكتب ولن أخشى العدا

 

لأذيقهـــم بعــض النــدم

فالشعر يحرق عندمــا

 

أكتبه فيمـن قـــد ظلــــم

ولسوف يصبح عبــرة

 

بل سوف يصبح كالعلـم

والناس تعرف فعلــــه

 

فالاصل جاء من العـــدم

بــل والنفـــاق بطبعــه

 

والشــر تحـويه الشيـــم

بل والريـــــاء وقلبـــه

 

يكـــذب ولا يـعــرف قيم

فالمكر صــــار بطبعـه

 

وبجهلــه هــو مـن حكم

رفض الاوائـــل عندما

 

وجـد العقـول بها الحكم

وبكـــل ظلــــم ساقــهم

 

نحو الجحيم إلى الحمــم

ما ذنبــــهم ان يـدفنوا

 

قـــل لى بربـــك يا بجــم

أم أن قلبــــك ميــــــت

 

ولســـان حــالك منصرم

أن كنـــت تظلــم خفية

 

فـــالله جهــــرا ينتقـــــم

وكمـــا قتلــت سعادتى

 

لأعيش دومــــاً فى ألــم

يــــوم القيـــامة كلنـــا

 

لا لن نسامـــح من ظلـم

ولسوف نشكوا أمرنــا

 

لله من أعـــطى النعـــــم

حتى يعيـــد حقــوقنـــا

 

بجنـــانه دون السقــــــم

ويكـــون مثلــك دائمــا

 

فى النـــار مغلـول القدم

والظلـــم ظلمـــات بها

 

يـــوم القيامــة من ظلـم

 

 

 

 

 

2- أتدرى

 

إهداء إلى من أحبه بل نحبه فى الله أخاً وأباً ومعلماً لأستاذي الدكتور/ سيد كاسب رائد التنمية البشرية الحقيقي في مصر

 

لتأخذ الحرف الأول من كل شطر ثانى من أبيات القصيدة وضع الحروف متراصة جنبا إلى جنب لتحصل على (سيد كاسب بحبك) وهي قصيدة من ديوان خاص لهذا الأب الفاضل مكون من 46 قصيدة.

 

أتــــدرى بــأنـك أب لنــــــــــا

 

سموت علوت علـى المنحنـى

أتــــدرى بـأنــك نبـع الحيـــاة

 

يجـــوب الزمان ويروى الدنـا

أتـــدرى بــأنــك بشـرة خيـــر

 

دنونــــا إليــــك بحب هنـــــــا

حضنت القلوب ومن غربـــــة

 

كفيت القلـــــوب فعــــادت بنـا

وعـــادت إلينــــا العقـول التى

 

أنـــارت بعلــم لمـــن حولنــــا

فــؤادك ينشر دفء الحنــــان

 

سعيـــد لأنـــك تعشــق قنــــــا

كمثلى فقلبى وعقلــى مضـــى

 

بمثلــك يصفــــح عمـــن جنــا

فهيـــا لنبنـى بيــت القصيــــد

 

بشطرين منـــك ومنى أنـــــــا

فأنت الذى حزت علما غزيـرا

 

حملنــــاه حتى يكــن مسكنـــا

وانــت الــذى كنت أخا كبيــرا

 

بكفــك تمســح عنــا الضنـــــا

كفـــانى أحبـــك يا مهجتـــــى

 

كفــانـى فــؤادك لـى موطنــــا

 

 

 

محمد مصطفى أحمد عبدالظاهـر (حامل اللواء)

 

افترقنا.. وبعد،،

 

ولما افترقنا وضاعت من الأرض ... كـلُ المعـالـمِ والـذكـريــات

فتحتُ عيوناً مدى الكون حتى ... رأيت - لعجبي - بها أخريـات

فهذى الجميلة، وأخرى رقيقة ... وهــذى المُحمّــلة بالفلسـفات

وتـلك الظـريفةُ، وتلك العفـيفةُ ... وأخــرى متـوجـةُ الحالمــات

ولـكــن يظــلُ فــؤادي أســيـراً ... لمن جمّعت كل هذى الصفات

وقالت: ستنسى. فقلـتُ اختناقا: ... أتنسى التنفسُ يوما رئـات؟

وبعدُ،، فقد صار عمري قصيراً ... وصفة السنين لديّ انفــلات

وبعدُ،، فقد شح شِعري وتاهت ... معـاني الجمالِ من الأغـنيات

وبعدُ،، فـأعــلـم أن الــرجــوعَ ... محالٌ محالٌ رجــوعَ المـوات

وأني احترقـتُ وصِـرتُ بقـايا ... وباقي احتراقِ الشهـيدِ رُفـات

 

محمود حسان عبد البصير مهدي (المهدي)

 

1- مشاعر فقير

 

أحببت نفعي فأرسلت سما

 

وتحسب السم لمرضي دواه

فأيقظت نارا أعنت عليها

 

لما سئمت دعوت الإله

لا غرو إن الأمور تسير

 

بألف طريق وألف اتجاه

إذا الرجل يوما أحب النبات

 

يعطيه ماء يقيم الحياه

ويحسب أن الحياة بماءه

 

يموت النبات بفعل المياه

الأم دوما علي ابنها تخاف

 

فتأمر القمر يلزم سماه

إن مشي يوما يهاب النجوم

 

شراب الأم الذي أعماه

تمالكت نفسي وقلت لعيني

 

جمودا جمودا يا عيناه

قيدت دمعي فمني اشتكي

 

وضعت العوائق في مجراه

أطلقت عقلي يقول افتراء

 

ويشكر سما سيدخل فاه

فيصرخ قلبي سجين الضلوع

 

سعيرا تأجج في أرجاه

فلما انفردت وحيدا وجدت

 

حديثا مريرا فقلبي ابتداه

وأطلقت دمعي يروي الثري

 

فأنبت الحزن الذي أخشاه

يا أخا الجود تقلد ذكاء

 

فلتكن زهرا يفوح شذاه

أحببت نفعي فأرسلت سما

 

وتحسب السم لمرضي دواه

فأيقظت نارا أعنت عليها

 

لما سئمت دعوت الإله

 

 

2- لقاءنا هو الحياة

 

أيها النهر الذي

 

عادي الأحبة ارتحل

إن الحياة لقاءنا

 

وضياءنا مهما حصل

هذا الفؤاد متيم

 

مترقب علي وجل

يحكي حكاية حبه

 

رحماك ربي بالرجل

عاش السنين وعمره

 

لكنه عنه انفصل

واليوم يضحك حظة

 

ولشعره ها ارتجل

لاج الحبيب بوجهه

 

والحزن عنه قد رحل

لكنه النهر الذي

 

حال بينهما قتل

قال الحبيب بغضبة

 

تباً لماء أو عسل

إن الحياة لقاؤنا

 

وضياءنا مهما حصل

فيكي قمير حاله

 

والدمع سال وهطل

 

 

3- الحلم المكسور

 

يا حلمي المكسور هل

 

يوماً تعود وتجبر

إن الأماني كلها

 

ضاعت هنا تتكسر

ورأيت صورة بابكم

 

وسألت علي أخبر

أين الذين أحبهم

 

هل سافروا أو أبحروا

والدمع سال تحدراً

 

والناس جاءت تنظر

قالوا سلاماً أيها

 

العل الغريب وتنكر

قل لنا ما اسمه؟

 

كي ما نجيب ونذكر

إني سمعت سؤالهم

 

كالسهم لما أمطر

والناس ترقب قولي

 

يا ويلتي لن يعذروا

فأجبت إني جاهل

 

بالاسم لكن انتظروا

إني غدوت أحبه

 

هو بسمتي والكوثر

الشمس تشبه ضوءه

 

والليل هاب ويحذر

الشمس تشبه ضوءه

 

والليل هاب ويحذر

والناس تصرح يا له

 

جن الفتي المتحجر

وتفرقوا عني وقد

 

أضحي اللسان يكرر

يا حلمي المكسور هل

 

يوماً تعود وتجبر

إن الأماني كلها

 

ضاعت هنا تتكسر

 

 

 

محمود صلاح رزين

 

1- هنا أنفاسُها سكنتْ

 

هنا أنفاسُها سكنتْ

وما سكنتْ

هنا مرتْ

هنا عبقتْ

هنا أشواقنا نبضتْ

هنا أوتارنا اهتزتْ

هنا أعطيتها عمري

وما يكفي.. هي استكفتْ

هنا أطربتها حبًا

علت من فرط نشوة حبنا

رقصت

هنا أمطرتها شوقا

فنار حنينها اشتعلت

أنا أعطي .. فتعطيني

وأطربها .. فتشجيني

فأشعلها .. فتكويني

تزلزل كل تكويني

عليه حصارها ضربت

لتفتك بي بحراسي

على عرش بإحساسي

بكل غرامها استولت

و كل ممالكي وطئت

و ساعتها ..

رأيت ممالكي كالسيل

مملكة .. فمملكة..

جميع ممالكي سقطتْ

وما شعرت بأن سقوط مملكة

سيأسرها..فيسحرها

ويجعلها..

ممالكي التي رقصت

تنامت تحت سلطاني

بفضل حصارها كثرت

فشكرًا كل أصفادك

وشكرا كل أجنادك

إذا وطئت .. إذا حلت .. إذا استولتْ

فما فعلت ..

سوى بغرامها جعلتْ

جميع ممالكي ازدهرتْ

 

 

2- إلهام

 

قالوا بأن الشعر الهام

ووحي من دهاليز الخيال

و الشاعر الموهوب

ما نطق الكلام عن الهوى

لكنما

كل الكلام له يقال

ولطالما

ساءلت نفسي حائرا

من ذا الذي يملي على الشعراء

سرا شعرهم

هل يا ترى ملك كريم

أم كما قالوا قديما إنه

شيطان شعر لا يطال

***

اليوم أعرف

من يسر الشعر للشعراء

من يوحي لهم

اليوم أعرف قصة الشخص المحال

اليوم زارتني عيون حبيبتي

فعرفت أجوبة السؤال

 

 

 

محمود عزت محمد القاضى (ابن عزت القاضى "المكتفي باسمه عن لقبه")

 

1- رثاء أبي

 

عــــاندت في الحق …قد صرت مغواراً

يا والدي اسقـيتني عزمـاً واصراراً

زادت محـاسنـك … لمـــا تفـارقنـــــاً

وحين كنا سوياً أضأت الدرب أنواراً

تيـار ُ حبٍ وخير… ينبوع عز ومجد

يـا والدي قـد عِشـت العمر إيثـاراً

أكتوبـــــرُ .. حدثينــــا عـــن فتـــاً رجـلٍ

كــــانـت تـحـيـتُــــــه للـعِــــدا نــاراً

لــيــــثٌ تـــربّـــى فــــي بنــــي قــــاضٍ

شـرّفـت بالـحسنـى عُـرباً وأنصـاراً

قـ نـديـلُ عِلمٍ نشرتَ النورِ في زمنٍ

قد أظلمتْ أركانُه، وولّى الخيرُ إدبارًا

إيـمانُك ويقينُك … اخلاصك والصبـــر

 

 

2- أمنا عائشة

 

"رداً على ما أورده فئة من الجاهلين بشأنها"

 

يــــــــا أم طُـــهــرُكِ في الكتــــابِ أراه

في كــــــــلِ سنـــــدٍ مرجـــعٍ ألقـــــــاهُ

ماذا يقـــولُ المغرضـــــونَ إذا ارتــأوا

ربَ العبـــــادِ يـــزودُ عــــن أمـــــــــاهُ

أمــــــــــاه لا لا تحـــزني .. لاينبغــــي

أن يحـــــــزنَ مـــــن زادَ عنـــــــه اللهُ

عِــــــرضُ النبـــيِ قــــد أستبيـــــحَ!!

وأمتي سكرى، تغضُ الطرف .. واضعفاه

يـــأمنــــا عيشـــي وليَمُـــتْ مـن تعدّى

شَرَفُ ابنُ عبــدِالله بـــالأرواح يُفـــدَى

هـــذي الصغـــائرُ أنتِ أشـــــرف منهمُ

همُ .. همُ وهل يصيـر الشــوكُ ورداً؟!

مـــا يستطيعُ معمَمُـــوا الدنيا جميعــــاً

تغييــــرَ حقــــاً بيِّنــــا متنـــاً وسنـــــداً

سيجرٍّم التـــاريخُ افعـــــالاً وأقــــــوالاً

وسننظــــرُ جبـــــاهاً حينمـــــا تنـــدى

 

 

3- قصيدة "هيا اسقني ما ينسني يا ساقي" الى غزه

 

"حرب غزة يناير 2008"

 

هيا اسقني ما ينسني يا ســاقــي

 

فإنني فرطّـــت فــــي تريــــاقي

هيا اسقني من جرحِ غزةَ عـزةً

 

لا ذلةً طعنَتْنِي فـــي الأعمـــــاقِ

قمْ واسِنِي أو عزّني في أمةٍ

 

 ضاعتْ وقد كـــانت من الأعراقِ

هيا اسقني ما ينسني يا ســاقـــي

 

فإنني فرطّـــت فــي تريــاقـي

ستون عاماً في المحافل يُنتهـك

 

عِرضي ولا شافٍ ولا راقي

ستون عاماً للخيـــانة أُرِخّـت

 

والقومُ منشغلون في الأســواقِ

ستون عاماً...كل يوم يُغتســــل

 

بدماءِ قلبي...يُحتفى بفراقـي

هيا اسقني ما ينسني يا ساقـــي

 

فإننـــي فرطت فـــي تريــاقــي

في جرحِ غزةَ قُطّعت آمالـــي

 

مــن غيــرِ ذنبٍ قتّــلوا أطفــالــي

فيا نديم وقد ضاعت عزائمنــا

 

واستوطن القلبَ حبُ الجاهِ والمالِ

فلا إمامٌ..ولاجهادٌ..ولا عـزٌ

 

بل صِبيــةٌ تنساقُ بالأقـــوالِ

هيا اسقني ما ينسني يا ساقــــي

 

فإنني فــرطت فـــــي تريـــاقــي

لي رؤيةٌ في منامي ألهبتْ فكـري

 

فكأن هذا الساقي ما أسقــانــي

وكأنما القدسُ الشريفُ تحرّرت

 

أو زالَ قيدُ البؤسِ والحرمانِ

هذي مساحات الخريطة لم أرَ

 

فيها دمَ الإسلامِ أحمرَ قـــانـــي

هيا اسقني ما ينسني يا ساقــي

 

فإنني فرطت في ترياقـــــي

 

 

4- أ.م.ي

 

"كتبت وألقيت في يوم تكريم أمي "ولي الأمر المكافح" قنا صيف 2010"

 

ألـــــفٌ ومـــــيـــمٌ ثــــم ... يــــاء

تلك الثلاثة حركت احساسي

أمي يا أولُ من تولى أمريَّ

قد جئت عجلاً مطأطأ الراسِ

مالي سواكِ حين كنت بظلمةٍ

أنتِ الأمان من العدا والناسِ

وولدتني من بعد وهنٍ وشدةٍ

قد ذقتِ في حمليَّ المرَ من الكاس

ألـــــفٌ ومـــــيـــمٌ ثــــم ... يــــاء

 

تلك الثلاثة حركت احساسي

أمي نداءٌ للحنانِ قدْ ابتدا

أمي مثالٌ للإيثارِ وللفدا

أتُرانِي يا أُمي فعلتُ صنيعك

لا والإله لن تكون لي يدا

رَضعتِنِي نورَ الإيمانِ مع الحنانِ

وسَقَيْتِني من غيرِ طلبٍ أو نِدا

ألـــــفٌ ومـــــيـــمٌ ثــــم ... يــــاء

 

 

5- أحب هي

" ترى من هي؟!"

تلوتُ الشعرَ عِندَ هيَّ

.... وما لانتْ!

يَبُحُ الصوتُ عند هيَّ

يموت الصوتُ

... يتخافتْ!

لأجلِ هيَّ..

سَمَوتُ بروحيَ الدنيا

جعلتُ بقلبيَ المُنيا ... أن

تعطيني ... فتجافتْ!

أزفُ الدمعَ عِندَ هيَّ

يطيرُ الدمعُ من عينيَّ

يزوغ الكلمُ في شفتيّ

وقلبي بينْ هذا وذاك... يتهافتْ

شققتُ طريقي نحو هيّ

ركبتُ البحرَ واليابسْ

تركت شعوري العابسْ

ويا فرحي ... إذا بانتْ

سلوا دمعي سلوها هيّ

عن حالي إذا غضبتْ؟!

وعن فعلي إذا حزنت؟!

وعن شوقي إذا ازدانتْ

أحبُ هيّ

 

 

 

محمود مصطفى عبدالحميد جاد (محمود الشرقاوى)

 

1- لن أقول أحبك

 

لن أقول احبك

فحتى الأن لم تنزرعى رمحا فى خاصرتى

 

لم تكتبى فوق سطورى شعر

لم تصبحى ملهمتى

 

لم تتعلمى طيران العصافير

لم ترتدى ثياب الفراشات

كملايين النساء مازالت أفكارك مسروقه سيدتى

 

سمائى تمطر

وانت لا تعرفى معنى المطر

حروفى تنتحر بأسوار قصرك

وأنت لا تقرأى الشعر

فكيف ستدركين موهبتى

 

لو انى أحبك

سأحبك بما يفوق حدود اللغه التى نتحدثها

سأحبك بطريقه ليس لبشر يفهمها

كالأنبياء

وحبى لك معجزتى

 

فلا ترهقى نفسك بمجاراة جنونى

فأنا الجنون موطنه

و حكمه الا عقل عاصمتى

 

أحبينى

وسأجعل منك أميرة النساء

أو عودى لخيام السلاطين

فأنا لن أقع يوما فى حب جاريتى

 

لست أقول أحبك ولست أعنيها

ألا لو شهدت القصائد معك

حينها

تصبحين جوهرتى

 

فيا أمرأة لست أعلم الا القليل عن عقلها

أمسكى القلم

فوق الدفاتر أرسمى جسدك بالكلمات

قولى بلسان الحرف

ما تخجل منه الفتيات

 

لست أسألك الا ان تكونى أمرأة تتكلم

لست أسألك الا ان تكونى ملهمتى

 

 

2- اثنا عشر عاما

 

احاول كتابه شعر بلغه غير كل اللغات

 

اثنا عشر عاما

نزق الشعراء خبزى وجنون الكلمة كفانى الصديقات

 

شعرى خنجرى المزروع بقلبى

هو الأمام بصلاتى والساقى بالبارات

 

يوم خلق الله الشعر طفلا

نكبر سويا.....

نتعلم القراءة.....

ولعب الكرة بالطرقات

 

علمت أن الله قد وهبنى البحر

بأسماكه الحمراء والزرقاء وكل الحوريات

 

أنه قد ألبس الناس ثوب واحد بلون واحد

وتركنى أنتقى من بين ثياب الفرشات

 

بالشعر لا تحتاج حقائب أو جواز سفر

بالشعر مسافر لا تسأله حدود التأشيرات

 

القصائد لا يكتبها سوى قلم الحرية

فالشعر أميرة عربية ليس جوارى الشركسيات

 

لا يجلس داخل خيام النفط....... يتعشى

وداخل جدران السجون............ يبات

 

فالقصيدة الملعونة تعيش

وتتزوجها سرا أجمل الفتيات

 

يأكلها الفقراء خبزا.....

يشربها الأطفال بحليب الأمهات

 

فاللعنة فى الشعر شهادة ميلاد يكتبها خدم السلطان

فصبو على شعرى اللعنات

 

أثنا عشر عاما

احاول اختراع شعر على الرتابة والجهل يقتات

 

أثنا عشر عاما

أنشره على الأرض يحصد سقيم العادات

 

فيا شعرى المرصع بالماس كن كما اراد لك الله

لا قيد يكن لك غمدا كن دائما حبا ليس لها نهايات

 

أثنا عشر عاما مروا على ماسكا قلمى مزروع كالرمح فوق سطورى

خسرت عمرى؟؟

لا.......ربما

لا اعرف ما خسرته من أجل الشعر

 

نعم اتخذته الحبيبه التى اعشقها حد الجنون

نعم ما عرفت يوما أمرأة غير الأميرات النائمات بفرش قصائدى

نعم كان الشعر هو سيفى يوما يبتر ألمى ويوما يكن هو سارق فرحى

 

نعم أكتب الشعر منذ اثنا عشر عاما

ومازلت لم أكتب سطرا يرضينى

لم اجد فى قصيدة غرورا يكفينى

لم أبتكر اللغه التى أنشدها

لم أعرف كيف أحب أمرأة من خارج شعرى تأتينى

ها أنت يا شعرى كما كنت منذ ثوان ً

تضحكنى

ها أنت الأن تبكينى!!

 

 

3- حدود أحبك

 

دعينى

أطوف البلاد فلا أعود إلا وكل فنون الحب بيمينى

دعينى

أهجر كل الكلام القديم وأبنى لغة جديدة لمن يلينى

دعينى

أجرب كل النساء لأيقن أنك لست بحاله جنون تعترينى

دعينى

أذيب كل حبوب الدواء بكوبى

فما عاد تعبا من حبك يسرقنى

ولا الضجر ينقص من حنينى

دعينى

فكل الحب لمن هى مثلك قليل

وكل الشعر فى عينيك حقا لم يعد يكفينى

مشكلتى أنى بين يديك أحاول أن أقول أحبك

لكن حدود أحبك تمنعنى

فعيناك أفضل

أنتى سيدتى أفضل من أحبك

وحدودها التى لم تعد تكفينى

 

 

 

مروة مغربي عبدالعزيز عبدالرحمن (حوراء)

 

شبح الأفكار

 

شُطآنُ الأَفكَارِ تِمُوجُ

بِوحُوشِ الأَفكَار

تَزْأَرُ بِصَحَراءِ الرُوحْ

أَمَلٌ مَجرُوحْ

تَنْزِفُ مِنهُ الأَفكَارْ

شَلاَّلَ نَارْ

عَواصِفُ رَعْدٍ

تُنَاطِحُ عَنَانَ السَّمَاءْ

ثُمَّ تَهوِي .... تَتَخَبَّطْ

أَخْلِقُ أَفْكَارِي ....تَعِيشْ

كَي تَتَحَطَّمْ

تَنبِضُ ... تَنبِضُ .... فَتُقْتَلْ

تَصْرُخُ أَحْلَامِي

ثُمَّ تَتَوَارَى

خَلْفَ أَطْيَافِ الظَلَامْ

وَضَوءُ النَّهارِ

يُغَلِّفُ الوُجُودَ

إلا وجُودِي

كُلُّهُ ظَلَامْ

حَتَّى أَفْكَارِي

صَارَتْ تُعَانِي

فَرْطَ إِكْتِئَابِي .... وَكُلَّ عَذَابَاتِي

تَتَشَابَكُ أَفْكَارِي .... تَتَقَاتَلْ

لِتَعدُو وجُودِي

لِتَرَى ضَوءَ النَّهَارْ

وَ لَكِنِّي أَعُودُ،، وَبِيَدِي أَقْتِلُهَا

وَ أَدْفِنُ وجُودِي

وَ أَنْفِي كَيَانِي

إلَى عَالَمٍ آخَر

عَلَّهُم يَتْرُكُونِي

أَفْنَى بِجُنُونِي

 

 

 

منار ممدوح محمد رشاد محمد (Happiness4all)

 

ما عدت أشعر بالأمان

 

ماعدت أشعر بالأمان

 

ما عدت تمنحنى الحنـان

 

شفتاك صمتا ترجفان

 

فأخاف من غدر الزمـان

 

ما عدت تمحنى الحنان

هل مات حبك يا حبيبى

 

أم عله ضل الطريــــــق

 

لمستك كالثلج الرهيب

 

والشك فى قلبى حريــق

 

ما عدت أشعر بالأمــان

 

قـــد قلت أنك أنت لى

 

وتبيع من أجلى الجميـع

 

ترى! ماذا قد حل بى

 

كى ينتهى حلمى الوديع

 

ما عدت تمنحنى الحنان

 

أهنــــــاك فاتنة هناك

 

قد نازعتنى فى هـــواك

 

أم أن قلبك بى يخون

 

فتحطم القلب الحنــــون

 

ما عدت أشعر بالأمــان

 

أيـن الحقيقة يا زمانى

 

ما عدت أحتمل أوهامـى

 

الصبر ترفضه الثوانى

 

والصمت يذبح فى كيانى

 

ما عدت تمنحنى الحنان

 

قــــل لا تخـــف مـــن ثورتى

 

فالصدق تعشقه الجروح

 

حتى لو انتهى همس حكايتى

 

ثـــق أنهـــا لا لن تبـوح

 

ما عدت أشعر بالأمــان

 

     

 

 


 

ناهد سيد مصطفى محمد (رَمَقُ الحياة)

 

الإهداء:

إلى كل من أدركه الليل، فيبيت وينام على كتف السؤال!!!

 

كان يكتب قصتى حين وجدته يجلس على كرسى المكتب، حالمًا يمسك قلمه، فحملقتُ فيه، لأقول ...

أبى: أما زلت صغيرة لامسك قلم واكتب قصة!!!

نظر إلى فى دهشة مستضحكة، قائلا: صغيرتى ... كنت صغيرًا وكتبت رواية!

الصغار ذو حس ورواد أدب وفكر كبير!!

ثم قام من مجلسه، ووضع بين يديى قلما وورقة وممحاة، وابتسم لى ابتسامه واسعة، قائلا: ابحرى هناك!!!

وبعد أوان تحسست وأدركتُ المعنى العميق لتلك الكلمات، التى نزفت على قلب السؤال!!!

 

1- وقصيدتي

نزفت على قلب السؤالِ!!

 

(1)

الأوردةُ المرتعشة

فوق النيل

تلتهم الجدران

تسرى فى أشواق الحلم

الوَحْشة!

هل يمكن للقلب الراجف

أن يسكب فى شفق العشاق

الدهشة؟!!

(2)

يأيها الفلك المسجى

بالوعود

من أقرأ الآفاقُ آياتِ الخلود؟!

من علم الشجرَ الفتى

بأن يبيع شموخه

فى سوق النخاسة

بالقيود؟!

(3)

يا شجناً يسكن أروقتى

مرتاداً

أوردة الروح

القبوُ الراشقُ بالصمت ينوح

متشرزم ..غربته جروح

شلالُ الموتِ يحاصره

وقذيفةُ حبٍ غاديةِ

لكن

من يأت يبوح؟!

 

 

2- وكنْ سفنًا ستبحرُ فىّْ

 

ولى حُلمٌ.....

على الأناتِ متكىءٌ

أعاتبه.....

فلا يدنو

أذوّبُ فى دمى شعرى

عساه يحنّْ

يجول... إذا رجى أثرًا

على فكرى رسمتُ عراه

على زجرٍ عبرتُ علىّْ

فجدّف يــا ...

و كنْ سفنًا

ستبحرُ فىّْ

أنا وحدى على وجدى

كتبتُ أساهْ

وزُرتُ مقابرى....

وهربتُ من قلمى

لكى أهواه ْ

فيا حُلمى....

أما هامَتْ لنا هامَةْ

ستَعسِفُ من هوى طيرى بها

عامَةْ

وأنتَ مُناىْ

تهطلُ فى بساتينى

على قدرٍ....

على عجلٍ

بدمعِ القلبِ

تَسقينى

 

3- الغفوة الشمطاء

 

الآن أهمس قبوها

وجَوِيلَ صمتِ حنينها

كالوجد فى استنهائى

لا ترتجف

ما عاد حضنٌ فى الخنوع يرمّنى

وتبعثرتْ كرثاءِ

وترقرقت فوق الدموع عيونها

وتهافتت

كالنار فوق عنائى

بالله...

بالحب الذى....لا ترتجف

ومضيّت إثرى

والصقيع إزائى

لما غدت فَقَمُ النشيجِ تشدّنى

وتهافتى

وطلاسم الأشياء

كالشمس

اغدو من مغارب وهمنا

غير العرى

لا شىء عاد ورائى

وتجاذبت فيَّ الهمومُ

الأغنيات توقفت

لن ترتضى بالغفوة الشمطاءِ

عطبت زهور حديقتى

وتطايرت فيها الندى

وتناثرت أجوائى

كان البقاءُ شجيرةً

جاءت تظُلك ... واختفت

كتفتتِ الأصداءِ

شدَّ الغبار جفونه فوق الهواءِ

وحاوطت حلقاتُها أرجائى

فبدت قيودى وانجلت عبراتنا

وتكاثرت

فتعنّتت إهوائى

خمسون عامًا

نرتدى عاهاتنا

وجوادُ هجرك من نسيج عرائى

خمسون عامًا

والعيون هى العيونُ

وعرضنا ... لا يعتريه ندائى

خمسون عامًا

والعباد هى العبادُ

وعمرنا يمضى على استعياءِ

فى سكة الطغيان يُزرع زهرنا

يجتابنا كالريحِ فى البيداءِ

قالت....

أما يجديك أنك غادرٌ

والوهم وطنك والنواح عزائى

ماذا رجوتَ من العتابِ سوى الكلامِ

تَشُوطُه فى ساحةِ الإنهاءِ

إنى آثَرْتُ البوح غاية موعدى

حرب انكسار الكلمة الجدباءِ

 

 

4- عروس البحر

 

الشمسُ كساءً من ودٍ

بقبابٍ ضافيةٌ بهجـــةْ

و البحرُ ثياباً من عزةْ

يعلوه سِحاءَةْ من فِضّةْ

وجنانُ ليـــسُ بمنفضّةْ

والدِّيَمُ العادِيـــةُ النضّةْ

تترنحُ للطـيرِ الشـــادى

و الرملُ الأصفرُ من تبرٍ

يتشرّبْ من ذاكِ النضّةْ

و قوافى وأبياتٍ غضـّةْ

و بُرَيْقُ مياةٍ يسقيـــها

من كُلِ غاديّةٍ ومّضـــةْ

و الصخرُ العاجى يستوشى

يزيّنُ مناقِيفَ الوَدْعَــــــهْ

و شراعُ زهرى الطلعـــهْ

يختال بزهوٍ فى وَدَعَـــهْ

و تهبُّ الأنسامُ تباغــتْ

النورَ الساطعْ والروّعهْ

والكونُ تعالتْ عظَمَتـــهُ

والأفقُ الأخّـاذُ بُــــدُوّاً

يتعالى بصفوٍ فى بدعةْ

والقلب تسامتْ أرواقه

وتجلّتْ لمساته الوَرْعَهْ

والفرحُ أفاضتْ أمواجه

وعروس فى يوم العرس

تتعالى فى وسط العظمة

والسحرُ الفاتنُ فنانٌ

قد ألقى عليها أوراقه

 

 


 

 

فراغ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لعلَّ شاعراً يملأ الفراغ

سيد كاسب