1-3 نبذة تاريخية عن المحاجة وتطور الاهتمام بدراستها

‌ج-    إسهامات علماء الحقبة الحديثة والمعاصرة:

شملت تلك الإسهامات جوانب متنوعة منها:

- اكتشاف مكونات وأبعاد المحاجة: إما من خلال تحليل محتوى كتابات كما فعل "انطاكى ولودار" بتحليل مضمون سلسلة من المحادثات الجدلية (40) بين مجموعة من الأفراد بعضهم يعرف أنه يتم تسجيلها والبعض الآخر لا يعرفون (1992,Antaki & Leuder)، وتم التوصل كذلك إلى العديد من المبادئ الحجاجية التى كان يستخدمها "البرت نورث هوايتهيد Albert North Hewaithide" من خلال تحليل محاوراته، والتى من بينها: التأكد من دقة التعليقات، وأوجه الشبه بين الأشياء، والفصل بين الاعتقاد والواقع، وعدم خلط الأمور العامة بالشخصية، وإمطار الآخر بالمزيد من الأسئلة والاستفسارات، وتبين من خلال تحليل محتوى محاورات "يرتراند رسل Bertrand Russel" أن من أهم السلوكيات الحجاجية التى كان يمارسها: تحديد الملامح الدقيقة للسياق الذى يستخدم فيه المفهوم، وذكر وقائع تناقض النتيجة التى توصل إليها الطرف الآخر، وإعادة تعريف المفاهيم بما يخدم القضية التى تبناها (Russel, 1979).

- كشف المغالطات وأخطاء القياس فى الاستدلال: المغالطة هي أن يؤتى بما يشبه برهانا وهو ليس كذلك مثل أخذ ما بالعرض مكان ما بالذات، كمثل من رأى إنسانا أبيض يكتب فيظن أن كل كاتب كذلك (العبد، 1978: 98)، ومن أشكال المغالطات تقديم تقسيمات غير شاملة، أو تجاهل المطلوب. والمغالطات قد تكون فى الدليل (عدم كفاية الأمثلة، ووجود حلول أخرى)، أو فى الاستدلال (الهجوم على حجة الطرف الآخر بدون معلومات كافية، والانصياع لأثر الهالة*، والتسرع بإثبات علاقة سببية بين ظاهرتين لمجرد تعاقبهما زمنيا) أو فى اللغة (الغموض واستخدام كلمات ذات معاني متعددة) (Cronbeck et al., 1995, 413)، وبجانب ذلك هناك العديد من أخطاء القياس والاستدلال من قبيل الاحتكام إلى خبرة زائفة، والتعميم المفرط، والتحيز الشخصي، والتأثر بالأغلبية، أو بالإتاحة، أو بانطباعات طرف عن آخر (سولسو، 1996: 654 - 659)، أو قول أشياء غير متعلقة بالموضوع، أو يشوبها الغموض، أو أكثر أو أقل من المطلوب (Hilton, 1990) أو ليس لدى الفرد عليها دليلا كافيا (Nofsinger, 1991: 37).

- الوقوف على طبيعة الدور الذى تمارسه بعض المتغيرات فى تشكيل مستوى مهارات المحاجة سواء كانت متغيرات حيوية أو معرفية أو سلوكية أو تتعلق بطبيعة الاتجاه نحو المحاجة، وكيفية استثمار ذلك فى تصميم برامج لتنمية مهارات المحاجة.

- بناء برامج لتنمية مهارات المحاجة لفئات متنوعة وبوجه خاص الطلاب، ومن هم فى حاجة لمستوى مناسب من تلك المهارات من الفئات الأخرى ومن طليعة الباحثين فى هذا المجال "انفنت Enfinite، ورانسر Ransser، وهيلتون Hilton".  

 

* أثر الهالة (Halo Effect) هو تأثر الحكم على مجموعة من الاحداث بالانطباع الذى يتركه احداها فى النفس